مقالات وآراء

كلنا نعرف مشاكل الزراعة في السودان.. ما هو المخرج (1/2)  ؟

ب/ نبيل حامد حسن بشير

هل السودان بلد زراعي؟  الإجابة قطعاً و بالتأكيد نعم، و لن يكون  اقتصاده معتمدًا على أي  شيء أخر بخلاف الزراعة والصناعات التحويلية للمواد الزراعية نباتية كانت أو حيوانية على المدى القصير والمتوسط والطويل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

السؤال الثاني بالضرورة سيكون: إن كنا نعرف ذلك، فما هو موقعنا زراعياً بالنسبة للدول الأخرى صناعية أو زراعية، عربية أو أفريقية أو آسيوية..الخ؟

سؤال ثالث: هل تطورت أساليب زراعتنا عما كانت عليه  قبل الاستقلال؟ لدينا  محطات بحوث بكل الولايات  و12 كلية علوم زراعية والعديد من العلماء الزراعيين والخبراء الذين  يشار إليهم بالبنان محلياً وإقليمياً وعالمياً قاموا بتحديد وتحليل  المشاكل الزراعية المروية والمطرية، والتركيبة المحصولية لكل منطقة ومشروع، ولكل محصول ووفروا لنا أصنافاً متميِّزة  لكل منطقة، وعقدوا المؤتمرات الزراعية السنوية القومية والولائية وأصدروا المئات من التوصيات في كل محور من المحاور التي تهم الزراعة كان مصيرهذه التوصيات  الأدراج والأرفف، ولم ينفذ 1% منها منذ ستينات القرن الماضي. يأتي وزير  ينسخ ما قام به الوزير السابق له.  لم  نحظ يوماً بوزير له برنامج  زراعي (واضح وطموح ومرن) بما في ذلك الزراعيين منهم. بل أن الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال لم تكن سياساتها الزراعية واضحة، ولم تعط الزراعة الأهمية الحقيقية  التي تستحقها والتي من بديهياتها  أن الزراعة هي  العمود الفقري للاقتصاد السوداني. لو طبقنا  فقط 5 % من توصيات تلك المؤتمرات وورش العمل سنوياً لعبرنا بزراعتنا  واقتصادنا منذ عشرات السنين. لكن سياساتنا دائماً (بنادولية)، أي  مسكنات فقط  دون الولوج إلى لب المشكلة ومواجهتها بطرق (علمية ومنطقية وعملية ومستدامة). لم نلجأ (للحلول العلاجية)  بالدواء المناسب أو الجراحة بما في ذلك الاستئصال أو البتر أن  تطلب الأمر ذلك، بل نستسهل المسكنات ونريح أنفسنا بربك كريم، وسيأتي الفرج من الله، أو فلنتخارج من المشكلة  الأن و نشوف  بكرة حيحصل شنو…الخ من الاتكاليات. إلى متى سنؤجل الحلول؟ وإلى متى سندَّعي أننا نزرع أو نمارس أنشطة زراعية ونقارن أنفسنا بالدول المتقدمة زراعياً أو  أن لم نستطع الإبداع  فلا مناص من التقليد كما فعلت الهند و كوريا الجنوبية واليابان، أو كما تفعل تركيا ومصر الأن وأمامنا العديد من التجارب الناجحة والفاشلة ولدينا العقول التي تستطيع تحليل أسباب اللنجاح ونتبناها  وأسباب الفشل حتى نتفاداها.

مقالات ذات صلة

عليه ما هي مشاكل زراعتنا باختصار وفي خطوط عريضة؟

  • زراعتنا ومحصولاتنا نمطية وتقليدية منذ القدم لم تتغير كثيراً.
  • نفتقد للإبداع والتفكير خارج الصندوق.
  • ضعف المعرفة الزراعية  لدى المزارعين بسبب أن أغلبيتهم في الأصل رعاة.
  • ضعف المعرفة والمتابعة لما يدور في السوق العالمي رسمياً وشعبياً وإعلامياً
  • عدم توفر قاعدة بيانات  تساعد الدولة في تحليل المعلومات العالمية والإقليمية والمحلية لكل ما يخص الزراعة  والمنتجات والأنشطة الزراعية.
  • الخوف من المغامرة مع  ارتفاع درجة عدم التأكد  uncertainty.
  • عدم وجود خطة زراعية واضحة ومعتمدة  للدولة.
  • ضعف التمويل الزراعي عبر البنوك أو وزارة المالية أو القطاع الخاص.
  • غياب صيغ الضمانات المتعلقة باسترداد التمويل.
  • سياسات التسويق.
  • انعدام الصناعات التحويلية أو ضعفها كماً ونوعاً.
  • ضعف البُنى التحتية بالمشاريع المروية.
  • عدم توفر العمالة الزراعية.
  • ضعف إمكانيات الإرشاد الزراعي وإمكانيات الوزارة الأم (الاتحادية) و الولايات.
  • غياب التدريب أثناء الخدمة للزراعيين والإداريين بغرض رفع الكفاءة والمواكبة.
  • إلغاء إدارة ومحطات إكثار البذور فأصبحنا لا نملك تقاوي معتمدة ونعتمد على الاستيراد.
  • غياب الجمعيات التعاونية الزراعية والتنظيمات.
  • عدم توطين صناعة المدخلات الزراعية من أسمدة ومبيدات و جرارات وآليات ..الخ.
  • الفساد وعدم الاهتمام والمتابعة والتقييم والمحاسبة مما أدى لانهيار كل المشاريع.
  • التهريب لكل دول الجوار.
  • تدني الإنتاجية والجودة مقارنة بالمستويات العالمية.
  • ضعف المتطلبات اللوجستية التصدير للمحاصيل البستانية والحقلية واللحوم بأنواعها.

أما عن الحلول المقترحة والتي سنقدِّمها هدية العيد  لمن  سيتسلم الوزارة  قريباً إن شاءالله، عسى ولعله يستطيع  تنفيذ بعض الحلول أثناء الفترة الانتقالية، وأن يمهِّد الطريق  لتطبيق  بقية المقترحات  للوزير المنتخب.

اللهم نسألك اللطف (أمين)

////

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى