طاولة الحرب..استراتيجية عسكرية ام خطط اقتصادية

تقرير: علي ميرغني
ظل خبراء عسكريون يرددون ان تمهل القوات المسلحة في حسم الحرب نتاج طبيعي لخطط عسكرية فرضتها ظروف المعركة وخلق توازن بين المحافظة على المدنيين والبني التحتية، وتدمير العدو الذي دخل الحرب من المسافة صفر.
لكن تشبعت مجالس النقاش في السودان بان القوات المسلحة قادرة على حسم المعركة من اسابيعها الأولى، لكنها تعمدت تركها تستمر لسبب اقتصادي.
نفس هذه الفكرة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي السودانية و ان القوات المسلحة تعمدت عدم حسم الحرب وجعلها تتعدى الشهر الخامس حتى تستفيد البلاد من مبادرة اعفاء الدول المثقلة بالديون المعروفة اختصارا بال (هيبك).
وراجت الفكرة حتى اصبح يتم نقاشها وسط ربات البيوت.
ورغم ان الفكرة وجدت قبول وسط الراي العام، لكن الخبير الاقتصادي بروفسيور ابراهيم اونور، قال ان مبادرة الهيبك تحدثت عن ظروف الحروب، لكنها لم تحدد فترة زمنية بعينها، بل ركزت على المؤشرات الاقتصادية، مثل الناتج القومي وغيرها.
وكشف بروفسيور اونور في حديثه للتيار ان السودان اصلا كان مؤهل للاستفادة من مبادرة الهيبك منذ حكومة دكتور عبد الله حمدوك، لكن حدثت مماطلة لاسباب سياسية وليست اقتصادية.
ودعا اونور مجلس السيادة الانتقالي لاستعجال تنفيذ ما ورد في خطاب الفريق مالك عقار نائب رئيس المجلس بضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين في الفترة الانتقالية وقطع بأنها قادرة على انعاش الدولة والاقتصاد السوداني خلال فترة قصيرة نسبيا.