تقارير

 القضارف.. تجربة نساء قفزن بالإنتاج

القضارف: محمد سلمان

* مزارعات بالقضارف يقفزن بإنتاجية الفول إلى (64) جوالاً للفدان..!

* المزارعة حنان: سددنا بنسبة (100%) والمرأة قادرة على سداد أي مبلغ تستلفه من البنك

* المزارعة ليلى:  الشابات تدربن على قيادة التراكتورات..!!

* رجل أعمال يتبرع ب(1500) فدان لشبكات صغار المنتجين بالقضارف

حنان آدم إمرأة من قرية “كوم شتا” بالقلابات الغربية ولاية القضارف قفزت بإنتاجها من محصول الفول السوداني إلى (40) جوالاً للفدان الواحد..! وهو إنتاج يتجاوز متوسط الإنتاج العالمي للفول (1,5) طناً للفدان أي مابين (10_15) جوالاً للفدان..!! ولكن المزارعة ليلى محمد مدني، من قرية “ودضعيف” قالت إنهم قفزوا بإنتاجيتهم للفدان من (13) جوالاً إلى (64) جوالاً للفدان، وهي إنتاجية قياسية لم تحقق على مستوى العالم لمحصول الفول..!!

المزارع الشاب متوكل هارون، يقول إن طموحه كان أن يغادر السودان إلى أوروبا ولكن بعد أن جرب الزراعة.. وأنشأوا جمعيات زراعية فتحققت لهم قفزوا في الإنتاج في محصول الذرة مثلاً من (2_ 3) جوالات إلى (15) جوال ذرة للفدان..!! تخلى متوكل عن فكرة الاغتراب والهجرة وأصبح سعيداً بعمله في الزراعة، راضياً بما حققوه.

يشير صغار المنتجين والمتتجات بالقضارف، إن أفكارهم في الإنتاج تغيرت بصورة كبيرة، حيث أصبحوا يطبقون التقانات الزراعية الحديثة، وتأكدوا من أنها هي الحل لمغالبة التكاليف العالية، وإن كل مطالبهم الآن، هي حل مشكلة التسويق لمحاصيلهم، ومساعدتهم في امتلاك مخازن ليبيعوا محصولهم في الوقت الذي يريدون، فكيف تحقق لهم ذلك؟

 

عشم باكر

يقول متوكل هارون، إنهم بدأوا الزراعة بتكوين جمعيات صغيرة، ثم تلقوا مساعدات من منظمات إنسانية مثل منظمة (زوا)، التي أدخلتهم في مشروع كشبكات إنتاج بتمويلهم بالتقانات الزراعية الحديثة على مراحل، السنة الأولى (75%) من التقانات، والسنة الثانية (50%)، والثالثة (25%) من التقانات، يشير متوكل أن جمعيتهم الزراعية استطاعت أن تقفز بإنتاج الذرة من (3) جوالات للفدان، إلى (15) جوالاً للفدان، وهي من الإنتاجيات القياسية بالولاية، وضاهوا بذلك كبار المزارعين، في إنتاجية الفدان، وينوه هارون أنهم امتلكوا خبرات عالية في زراعة محصول الفول السوداني، حيث استطاعوا أن يقفزوا بإنتاجية الفدان إلى (40) جوالاً للفدان، وأوضح هارون، إن هذه الإنتاجية تحققت لهم بتطبيق الحزم التقنية كاملة (زراعة في صفوف عبر تقنية “بلانتر، أسمدة، مبيدات، ..)، وأضاف متوكل، إنهم تحولوا من جمعيات زراعية إلى شبكات ترعاها منظمة (زوا)، وحملت شبكتهم إسم (عشم باكر)، ونالت الشبكة منحاً من منظمة (GIZ)، وأصبحوا الآن ليسو منتجين فقط، بل يقدمون خدمات الزراعة لرصفائهم صغار المزارعين، بعد أن امتكلت الشبكة كل آليات الزراعة (تراكتور، ديسك، بلانتر، كدابة، رشاشة، حاصدة)، وهذا العام أنتجوا تقاوى محسنة، وفي التسويق يستعدون اليوم لاستقبال  وفد برنامج الغذاء العالمي (WFP)، ليشتري منهم محصولهم من الذرة..!

 

 

مزارعات منتجات

تتميز المرأة في ريف القضارف، بأنها إمرأة منتجة، وأنهن بفضل التدريب الذي تلقوه عبر منظمة (زوا) ووزارة الزراعة، صرن يزرعن مباشرةً عبر البنك الزراعي، وإن نسبة السداد لهن للبنك الزراعي بلغت (100%)، وتؤكد حنان “إن المرأة قادرة على سداد أي مبلغ تستلفه من البنك أو جهه سداداً كاملاً”، وتشير حنان إلى أنهن إنتقلن من الزراعة إلى الصناعات التحويلية، وحصلن على معاصر زيوت، وقشارات لإنتاجهن من الفول، كما أصبحن ينتجن (الجبنة، الزبادي، المش، السجوك، البيرقر)، كما تدربن على الحاسوب، وفي السياق أشارت ليلى مدني، إنهن في جمعية الوفاق، امتلكن وحدة زراعية متكاملة، كما تمكن من إقامة مزرعة لتربية العجول وتعليم النساء للخياطة وصناعة العطور والأحذية الجلدية، وأعلنت المرأة المزارعة بالقلابات عن دخولهن  في تصنيع السماد وتوطينه بالمنطقة من أجل زيادة الإنتاج والإنتاجية، بعد أن نجحن في إنتاج التقاوى لعدد من المحاصيل (ذرة، دخن، فول، قطن).

تدريب مستمر

تلفت رئيس جمعية الوفاق بمحلية القلابات الغربية، ليلى إن الطفرات الكبيرة التي حققوها في الإنتاجية،  جاءت بفضل من الله،  وجهود منظمة (زوا) فى دعم صغار المنتجين وتدريبهم على استخدام التقانة وتطبيق  الحزم التقنية، وقالت ليلى إن “عشر  من شابات الجمعية تدربن على قيادة التراكتورات..! واستخدام التقانة فى الآليات الحديثة..!! وكما امتلكن المهارات اللازمة في التعامل بصورة علمية مع المبيدات،  وقالت هذا أدى إلى أن تتحول المرأة بالريف من مستهلكة إلى منتجة وقادرة على إخراج الزكاة.

وتابعت ليلى، بالتدريب عرفن “سلاسل القيمة” وعرفن التقانات الزراعية الحديثة، وعرفنا أيضاً أن ننتج محاصيل توجه للسوق وتنافس فيه..!

 

 

حلول الأمن الغذائي

 

يعاني صغار المزارعين والمزارعات في الحصول على التمويل والخدمات الزراعية، هذا ما انتبهت إليه منظمة (زوا) بالقضارف، لذلك طرحت مشروع دعم الجمعيات الزراعية لصغار المنتجين والمنتجات، وتقول منال حامد مدير المشروع بمنظمة (زوا)، إن المشروع يمثل حل لمشكلة الأمن الغذائي، ولإخراج صغار المزارعين إلى آفاق أرحب وحياة كريمة، وتبين منال إنهم في المنظمة بدأوا بإنشاء (470) جمعية قاعدية، وتكوين (40) شبكة من جمعيات هؤلاء المنتجين والمتتجات.

 مطالب متقدمة

كان لافتاً خلال حديث النساء المزارعات، والشباب صغار المنتجين، في منتدى الخيمة الرمضانية للصحفيين بدار الشرطة بالقضارف، إنهم لم يلجأوا أبداً للانتقاد أو تقديم خطاب مطلبي، كل حديثهم أنصب حول تجربتهم، وحتى مطالبهم كانت بسيطة ومتقدمة، تنم عن أنهم ينظرون دائماً إلى الأمام، فقد تلخصت مطالب صغار المنتجين والمنتجات بالقضارف، في إنشاء مخازن لهم بمواصفات علمية، حتى يتمكنوا من بيع محصولهم في الوقت المناسب، وتتحقق لهم الاستمرارية في السوق، كما طالبن بحل مشكلة التسويق، وتمويل عيني (تقاوى، سماد، مبيدات، آليات)، ومساعدتهم في ترحيل منتجاتهم الحيوانية.

 

تبرع واشادات

تبرع الأمين عبد اللطيف البدوي، أحد أعيان القضارف، لصغار المزارعين والمزارعات، بمساحة (1500) فدان، لزراعتها مجاناً

في الموسم المقبل، وأشاد البدوي خلال مداخلته في منتدى الصحفيين بالقضارف، بالتجارب الناجحة لصغار المزارعين والمرأة المنتجة بالقضارف، وطالب البدوى حكومة القضارف بتحويل الآليات الزراعية الخاصة  بعدد (105) جمعية زراعية التابعة لديوان الزكاة بالولاية إلى شبكات صغار المنتجين المنتشرة فى عدد من المحليات، متحسراً على ضياع هذه الآليات وعدم استخدامها الاستخدام الأمثل، والتي كان قد تم توزيعها في عهد النظام البائد، وثمن البدوي دور منظمة زوا في رعاية هذه الجمعيات، ودعمها، ودعا كبار المزارعين للدخول في شراكات ذكية مع صغار المنتجين لضمان زراعة أكبر المساحات الزراعية، وزيادة الإنتاج والإنتاجية، بدوره دعا مدير البنك السودانى الفرنسي بالقضارف، علم الدين الطيب، لإنشاء محفظة خاصة بصغار المنتجين، تحت رعاية بنك السودان المركزي،  لتمويل الجمعيات، مشيداً بتجربة شبكات صغار المنتجين بالقلابات.

إذاً فإن تجربة شبكات صغار المنتجين، برعاية منظمة (زوا)، والتي حققت نجاحاً باهراً، أسعد النفوس وبعث الأمل، جاءت المطالب بتعميم هذه التجربة لكافة محليات الولاية ومناطقها المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى