
هذه حكايتي !!هبة الله محمد عبد الله تفجرها داوية في "التيار"
(2/4)
من ينصف هبة وهي تبحث عن أبيها وأمها؟!!!!
كانت لحظة قاسية حينما سألتهم (من أنا) فقالوا لي(خديجة ليست أمك الحقيقية)
أمام بوليس حماية الطفل أستمعت لماما دولة تحدثني بالثبات والصبر وأنها الأقدار وأنها ليست غلطتي
في ذلك اليوم , سألوني "بتعرفي" الطبخ وعرضوا علي الزواج فرفضت
أول يوم في (بيت البنات) قدموا لي عصير ليمون وأختي بهجة طلبت مني النوم
أول باحثة قالت لي(غالبا خديجة علي ليست أمك)
الحقيقة المريرة أن وكيلي بدلاً عن الأهل ستكون الدولة والقاضي
سمعت خالي يتحدث مع القاضي في قضية الميراث(البت دي ما بتنا وما عندها حق معانا)
تبحث عنهم بجد وفي كل مكان , تبدو مثقفة وفصيحة استغرقت لأفهم أين يكمن الضعف والهزة فوجدتها منعومة بتماسك رهيب , لها نصيب من أسمها لتضع بيننا حجة أن الله الرحمن الرحيم , أعطاها قضاءً و قدراً صعباً ثم ظهراً قوياً لتصعد به وهي في مشاوير يومية لتعثرعن شيء ضائع من كيانها فأعطاها الله تعويضاً نادراً وبدأ حمد إبنها, يعيد لها نعيم الأسرة المفقود الجلل , لتعيد إنتاج تلك اللحظات ومن أجل ذلك ظلت تدافع عن أخواتها جميعاً من شريحة فاقدي السند
وجدتهم في (بيت البنات) بلا أهل فاصبحوا أهلاً لبعضهم البعض , بهجة وملاذ والخالة أمونة منذ ربع قرن تغسل المعاقات يومياً , سألتهن عن العيد وصباح العيد والجيران , الوزارة غائبة والتحايا كلها لفاعلي الخير حتى السرامس والستاير.
3ساعات في (بيت البنات) المكان نظيف والضياع حقيقي , الغذاءات متوفرة والتوهان سيد الموقف والسؤال المأساوي أين الأهل , الأب والأم العم والخال , الأغنيات لا تسد ذلك الرمق , والفقد جلل , صبايا في عمر المنا ونساء بائسات , الزمن متوقف , أسوأ من السجون هذا الثبات , العواطف محدودة الإستهلاك , الشوق محبوس ومعتقل بين الحيطان , لا جديد في أزمة هبة وأخواتها وهن في وضع يحرج المجتمع كما وصفته هبة الله بالقاسي والجبان , تريد حقها وتشير لبراءتها من الغلطة الأساسية.
أنه حوار تعويضي لا يغني عن الحق شيئاً ومع ذلك لابد من مواجهة الشمس بعيون أشد بأساً والعود أعوج فمن المسؤول عن أزمة هبة الله وأخواتها من شريحة الحزن الكبير والنزيف مستمر بأطفال قادمين بذات الخطأ الجسيم والمجتمع القاسي والجبان بوصف هبة الله باق في مكان.
أنها أهمية الأسرة بمعنى وجودي ومع تفاصيل الحوار لعلنا نتلمس بعضاً من الخطا في صالح هذه الإشكالية القديمة المتجددة والله المستعان من قبل ومن بعد
× هناك شيء غريب يجري من حولك أليس كذلك؟
- نعم صحيح وفعلاً ذهبت لمن أثق بهن من أمهاتي والجيران وطبعاً ماما إبتسام ومن دون سلام قلت لهم(من أنا) فأخبروني بأن خديجة ليست أمك الحقيقية وكانت التفاصيل قاسية وأنفتح في دنياي جحيم لن ينتهي إلا عند قبري
× أتخيل أن حليمة إمراة قوية وصلت من القضارف لتنتصر لك؟
- كانت تبكي بصوت عال
× وبعدين يا هبة الله؟
- في الصباح إتفقوا ووصلت إقبال ومتوكل ودولة لتسليمي لناس في المقرن
× غرباء أخرين؟
- أنا ما عارفة الحاصل شنو سألتهم فأستمعت لماما دولة تحدثني بالثبات والصبر وأنها الأقدار وأنها ليست غلطتي
× فهمت لماذا يناسبني مركز حماية الأسرة والطفل وأن هناك وضعاً غير طبيعي وسر في حياتي غريب وصعب مادام هذا الحل يضعه أقرب الناس لي أمهاتي وأخواتي وأخواني
× تأكدت؟
- تحدث معي عماد عكود بأبوة ومحبة ولطف لن أنساه أبداً هدأني قدر الإمكان وكان أفراد من الشرطة يحرسون المكان , سألوني بتعرفي الطبيخ وعرضوا علي الزواج من واحد منهم فرفضت الفكرة
× هذا حل غريب ومتعجل وأنت مصدومة؟
- يريدون التخلي عن المسؤولية في أسرع وقت "وأنا عاذراهم لأنه فعلاً كنت ثقلاً وحملاً ومسؤولية تبحث عن ماوى وأسرة أب وأم في الغياب الطويل"
× كيف جرت الأمور؟
- سمعتهم يتحدثون عن شيء مثل (بيت البنات)
× وماذا قالت لهم الطفلة هبة الله بتوقيت تلك اللحظات؟
- قلت لهم بيت ناس أمي قاعد وأهلي قاعدين
× لم تستوعبي المشكلة بعد؟
- دا كان رد أستاذة دولة وأستاذة شذي قالوا لي لازم تعرفي الحقيقة وبيت البنات أحسن ليك من الذلة
× طفلة أمام خيار لم تتوقعه أبداً؟
- بالضبط كدا لم أكن جاهزة ولكن بسرعة تذكرت التعذيب والنظرات الجديدة وأخترت بيت البنات
× الحياة الجديدة والقدر الرهيب؟
- تماماً كما قلت
× نمشي بيت البنات؟
- وصلت المساء وقابلت علوية النور مسؤولة عن وردية الليل وبنت أسمها بهجة وهبة واحدة غيري
× كيف كان الإستقبال؟
- بدأ القدر يربط علاقاتنا بسرعة وصرنا خلال ليلة واحدة أسرة حقيقية بهجة الحلوة وهبة السند الجديد
× أول نشاط لك في بيت البنات؟
- طلبت مني بهجة أن أستحم وارتاح بعد كباية العصير التي لن أنساها أبداً والبسمات الخجولة والضياع المشترك الذي بدأ يقوينا يومياً
× بدأت الأسئلة؟
- لايوجد أي سؤال فالقدر وحدنا والحكاية معروفة
× كيف بدأت حياتك في (بيت البنات)؟
- أتى الباحثون الإجتماعيون وتحدثت معهم
× أحكي؟
- أول باحثة قالت لي (غالباً خديجة علي ليست أمك)
× وبعدها تحولت الى ملف في (بيت البنات)
× كيف واجهت الصدمة؟
- مشكورة تلك الباحثة ضمتني وقالت لي أنا أيضاً أختك وبكينا حتى قالت لي (خليك قوية) ... نحن جئنا كدا بحول الله وقوته
× مصدومة؟
- بعد لقاء المقرن "ماف أية صدمة"
× بيت البنات؟
- وجدت فيه راحة أفضل من الحياة مع متوكل نظرات الناس الجديدة والأهل القدام قالوها في وجهي (أنت ما بتنا)
× أول خروج من (بيت البنات) لفضاء الناس والمجتمع القديم؟
- فعلاً المجتمع القديم
× لقاء الناس مجدداً؟
- سجلوني في مدرسة أساس عبد المنعم
× كنت شاطرة؟
- مستواي عادي وتحولت لمدرسة النيل المسائية مع أستاذ جنوبي إسمه (روبرت) توفى أيضاً وقبله توفيت خالتي نفسية أيضاً
× ستدخلي المدرسة الثانوية؟
- نعم سجلت في مدرسة الحميراء في الحلة الجديدة
× كل شيء تمام؟
- أبداً
× نحكي؟
- هنا ظهر معاذ أبو ولدي محمد تزوجته في ثانية ثانوي
× فجأة كدا وبدون مقدمات؟
- كنت أريد حماية بديلاً للأب المفقود
× كيف جرت الأمور؟
- طبعاً لابد من الذهاب الى المحكمة لأن القاضي هو ولي أمري
× والأهل القدام؟
- بالقانون لا يجوز أن يعقدوا لي وأهل أبوي في الغياب طبعاً
× أسف لكل هذه الآلام؟
- الحقيقة مريرة أن وكيلي بدلاً عن الأهل ستكون الدولة والقاضي
× هل تحفظين يوم زواجك مثل أية فتاة؟
- نعم في 2014 أغسطس وظل عقداً على الورق بدون المراسم حتى 2015 ولم نجد أي ملف يخصني في المايقوما لسبب كفالة أمي خديجة
× باعوا منزل خديجة؟
- لم أهتم بهذا الأمر أبداً وقد تحولت لملف ورعاية من الدولة بدلاً عن الأهل وسمعتهم يقولوا لي (أنت ما بتنا) وكان شيء قاس جداً
× قاس فعلاً؟
- سمعت خالي يتحدث للقاضي في قضية الميراث(البت دي ما بتنا وما عندها حق معانا) قلت له أنا لست بحاجة لكم والبيت ليس من حقي
× تحول العقد الى قضية أخرى؟
- تحول العقد الى قضية ميراث
× ومعاذ؟
- كان ثابتاً جداً وكان سنداً حقيقياً وكان في علاقة رحم , أمي خديجة متزوجة جده وأم معاذ علاقتها بي قوية جداً.
× وأبو معاذ؟
- كان رافضاً فكرة الزواج من بنت مثلي لولده معاذ ( من بنات الدار)
× وصار ولي أمرك هو القاضي بديلاً للأهل الغائبين؟
- هذا فعلاً شيء قاس لمثلي وحياتي في الديم كنت جزءاً منهم وحينما نزل القاضي من كرسيه وهمس لي بتقبل الحقيقة وأني مؤمنة وأمرني بالصلاة على الرسول (ص) ولعن أمامي الشهوة وشيطانها
× كنت مطيعة طبعاً؟
- كنت منهارة تماماً
× وحيدة في المحكمة؟
- معي معاذ وأصحابه وأخوه ومديرة الدار فاطمة وأدم وأبو القاسم
× والعقد؟
- تم تأجيله