
من محمد وداعة .. إلى محمد عبد الماجد
المنبت لا أرضاً قطع و لا ظهراً أبقى
القراية أم دق سطور فارغة المحتوى إلا من رائحة الأجر المدفوع
(من الليلة وصاعداً لن نسمح بقتل الشباب المتظاهرين)، فماذا ترى في الذين قتلوا قبل (من الليلة وصاعداً)
كان على الزميل الصاعد على عموده مدفوع الأجر، أن يطلب من كفلائه الجدد نشر الوثيقة (المدسوسة في الأدراج )
(الوثيقة المدسوسة) تنص في المادة -54- على الإعفاء من المساءلة الجنائية لقيادات الأجهزة العسكرية.
خصص الأستاذ محمد عبد الماجد أغلب عموده المدفوع الأجر (القراية أم دق) بركاكته المعروفة في محاولة فاشلة مليئة بالإساءات في محاولة للنيل من حزب البعث السوداني بإقحام صفة الناطق الرسمي في عموده، وهو يعلم أنني أكتب بصفتي الشخصية ولم أذيل يوماً ما أكتبه بهذه الصفة، وهو بذلك يتمثل عنوان عموده (القراية أم دق)، فهو (يدق) الكلمات والعبارات (دقاً) في محاولة لإكسابها مصداقية مفقودة، وموضوعية زائفة (تضيع) بين سطوره فارغة المحتوى إلا من رائحة الأجر المدفوع .
يا هذا، المنبت لا أرضاً قطع و لا ظهراً أبقى، عليك بعلم الاجتماع، فكاتب هذه السطور لا يقيِّم الحاضر دون دراسة الماضي، ولا يقبل أي حديث على عواهنه، ولا يقول حديثاً جزافاً، و لا يهزمني قول عابر، ولا أنحني لعاصفة، و عليك أن تقرأ ما كتب فهو يهد الجبال، إلا جبل اسمه محمد وداعة، وشخصكم معروف لديَّ منذ أن غلبت عليك نرجسية على إثرها فصلت زملائك في صحيفة (الحراك السياسي) دفعة واحدة وهي سابقة لم يسبقك عليها رئيس تحرير، و لا بعدها، و جلست رئيساً لتحريرها دون كتاب ومحررين وصحفيين، فتعطلت عن الصدور أياماً وتعرَّضت لهزة لا تزال آثارها باقية، وحسب علمي لم أسمع برئيس تحرير صحيفة وبعد أن أجهز عليها تركها ليكون كاتب عمود في صحيفة أخرى، ثم عليك بتعلم علم الحساب لتجد أرقاماً مفجعة لعدد الشهداء والجرحى والمفقودين، خاصة الآلاف من ضحايا فض الاعتصام، وحتى تاريخ (من الليلة وصاعداً لن نسمح بقتل الشباب المتظاهرين)، فماذا ترى في الذين قتلوا قبل (من الليلة وصاعداً) .
الأمانة الصحفية (بدون دق) كانت تقتضي من الزميل أن يتحرى الدقة فيما ينقل من وقائع التاريخ القريب، والمهنية تلزمه بأن يذكر الوقائع كما هي، وليس من حقه أن يجتزئها، وعليه الرجوع ليعرف إنني لم أفاوض قوش وهارون، دون غيري، ولكن الزميل في فمه ماء، وربما لا يعلم الأحداث التي جرت، ولعله يتجاهلها نزولاً على رغبة كفلائه، وهو لا يعلم إنني من أعلن عن نتيجة هذه المفاوضات، والتي حضرها الإمام الصادق المهدي عليه الرحمة، وتحدث الأستاذ صديق يوسف عن لقاءات مع قوش وابنعوف، وحدثت لقاءات عديدة مع المعتقلين من رموز المعارضة، وتم نشر هذه الوقائع ولم ينكرها أحد، ولكن الغرض مرض!
هذا الهذيان محاولة فاشلة من الزميل للتأثير في الرأي العام الذي يدَّعي الانحياز له، وكان يمكنه استقصاء الرأي العام في مزاعمه حول إيجابية تصريحات من أسماهم (آل دقلو)، ومدى جديتهم في تسليم السلطة للمدنيين، وأن أراد (تنويرنا) من يعني بالمدنيين؟ وعلى الأقل كان على الزميل الصاعد على عموده مدفوع الأجر، أن يطلب من حلفائه الجدد نشر الوثيقة (المدسوسة في الأدراج) ليطلع عليها الرأي العام ويقول فيها ما يراه، فهل يعلم الزميل فحوى هذه الوثيقة؟ ليبني تحالفه الجديد على علم، يا أيها الذي يسيل حبر قلمه (دفاعاً) عن قتلة الثوار، و شهداء الثورة، هذه الوثيقة تنص في المادة -54- على الإعفاء من المساءلة الجنائية لقيادات الأجهزة العسكرية، وأن توجه فقط الاتهامات لمن اقترف جريمة القتل مباشرة بشخصه وبسلاحه، وأن كان لديك ما يفيد بغير ذلك فانشره في (القراية أم دق)،وأن عدتم عدنا وجرابنا يملأه الكثير، وقد أعذر من أنذر .