
الواضح
محمد شيخ العرب
وكانت الغابة والصحراء # امرأة عارية تنام على سرير البرق في انتظار ثورها الإلهي الذي يزور في الظلام :- ١١/١/١٩٤٤م الي ٢٣/٨/١٩٨٩ ( محمد عبد الحي ) عندما كان شتاء يناير ١٩٤٤م يصك الأسنان وشوارع الخرطوم قد خلت من المارة كان هناك طفل خرج الى الحياة في مدينة الخرطوم. فرحب وفرح به أهله ومن الجانب الآخر احتفل به أبو الطيب المتنبي والشاعر الإنجليزي( اليوت ) ذهب الى مدرسة الخرطوم الإبتدائية ( موقع ابوجنزير ) ومنها الى مدني الأميرية حيث نقل والده الى مصلحة المساحة( بمدني )،ففي الأميرية هناك يتم إختيار الأربعين الأوائل الذين يمتحنون من كل ولاية الجزيرة ويختار الأربعين الأوائل الذي يكون نصيبهم مدني الأميرية، وما أدراك مدني الأميرية تخرج فيها مؤسس الحركة الإسلامية بابكر كرار، أحمد عبدالرحمن محمد، جعفر نميري ،الرئيس المصري محمد نجيب، علي علي عامر، قائد القوات العربية بعد نكسة ١٩٦٧م أمان عندوم الرئيس الإثيوبي ،السابق، أحمد عبدالحليم، وأخيراً أبو الوطنية إسماعيل الأزهري ، وعمالقة آخرون لاتسمح مساحة العمود لذكرهم . ومنها انتقل الى حنتوب وأيضاً حنتوب وما أدراك ما حنتوب وعندما كان في مقتبل العمر أي ١٧ عاماً بدأ الشروع في قصيدته المشهورة( العودة لسنار ) والغريب إنه لم ينتم لحزب سياسي فقد كانت حنتوب في ذلك الزمان، تعج بعالم السياسة، كان هناك بابكر كرار وميرغني النصري ،ومحمد إبراهيم نقد ، وحسن الترابي، وآخرون، بعد ذلك كان في جامعة الخرطوم والتحق بكلية العلوم وتحول منها الى كلية الآداب قسم اللغة الإنحليزية وكونوا مجموعة من الطلاب مدرسة الغابة والصحراء ومن مؤسسيها محمد المكي إبراهيم، النور عثمان أبكر
وقد أثارت هذه المدرسة الجديده جدلاً واسعاً وسط الأوساط الثقافية والسياسية وهي في مضمونها تتحدث عن موضوع الهوية السودانية والتي تناولتها المدرسة ،والآن أصبح موضوع الهوية من الموضوعات الثقافية الحضارية الشاغلة الآن للمهتمين بالثقافة وصراع الحضارات وكان أصحاب المدرسة قد تنبأوا بالذي يجري الآن في الساحة السياسية والثقافية . أسمع واقرأ باهتمام وتأمل ماذا قال محمد عبدالحي في العودة لسنار :- افتحوا للعائد أبواب المدينة # بدوي أنت ؟لا..من بلاد الزنج لا #انا منكم تائه عاد يغني بلسان # ويصلي بلسان # من بحار نائيات # لم تنر في صمتها الأخضر أحلام الموانئ # كافراً تهت سنيناً # مستعيراً لي لساناً وعيوناً # تأثر كثيراً بالشاعر الإنجليزي إليوت شاعر القصيدة المشهورة ( الأرض اليباب) The west land وقد كانوا ثلاثة هم( وليامز)( وازرا باوند )ولكن لم يكن نسخة منهم وقد أحدثوا ثورة في عالم الشعر سموه( الشعر الحرا(Free Verse) ما يعرف بالسونت( SOnnet). وقد تكون الغابة والصحراء قد أخذت وإن اختلفت الفكرة، تجدر الإشارة الى أن العلامة د. عبدالله الطيب قد اعترف بالشعر الحر ونظم بعض أعماله الأخيرة بالشعر الحر . كثيرون قالوا عنه ( المجذوب) :- محمد عبدالحي كان موهوباً # د خالد المبارك : اتصل بي محمد عبدالحي وقال لي :- سوف أحرق العودة لسنار فذهبت إليه وأعطاني القصيدة وأودعتها دار الوثائق المركزية # عندما رزق بإبنته الصغرى كان يجلس أمام المنزل وجاءت بائعة اللبن وكانت شديدة الجمال وسألها عن اسمها قالت( ريل ) فأطلق على مولودته الجديدة (ريل) . قال لي د.خالد المبارك محمد عبد الحي لم يدخن ولم يعاقر الخمر كان قوياً ومتماسكاً إذا مشى في سلم غرفة المحاضرات بالجامعة يهتز السلم ورقم ذلك كتب الله سبحانه وتعالى أن يكون مقعداً وأضاف د. المبارك أن أستاذته إنجليزية الأصل قالت لخالد ذات مرة أن عبدالحي يسألها عن شعراء إنجليز لم تسمع بهم قط وهي الإنجليزية الأصل وأستاذة اللغة الإنجليزية ، وأضاف عدت من ألمانيا فإذا عبد الحي ونحن في صالة الطعام بالجامعة يسألني عن شعراء ألمان . كان خاله أول عميد لكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم ألا هو البروف فوزي إسماعيل فوزي، .لم يعتنق محمد أو ينتمي الى حزب سياسي قط . أذكر إنه في شتاء قارص البرد جاء محمد الى دار المركز البريطاني (BRITISH COnsil) لمدني والذي كان يقبع بالقسم الأول وجال وصال بنا في عالم الشعر. واذكر بعد انتهاء الاحتفالية أخذناه أنا ومجذوب عيدروس الى منزله وكانت أمسية من ليالي أرض المحنة التي ما زالت في أعماق
ذاكرتي . .الحديث عنه يطول ولكن شعره قد يطول ولكن تظل كلماته تشق عنان السماء وطريقاً مستتيراً للأجيال القادمة . أسمع واقرأ وتأمل :'
الليلة يستقبلني أهلي :'- خيل تحجل في دائرة النار # أرواح أجدادي تخرج من # فضة أحلام النهر ومن :- ليل الأسماء # أهدوني مسبحة من أسنان الموتي # إبريق جمجمة #صاحبي قل:-ما ترى بين شعاب الارخبيل # أرض ديك الجن ؛ ام قيس القتيل # أرض أديب ولير أم متاهات عطيل #أرض سنفور عليها من نحاس البحر صهد لا يسيل . هذه الأيام يمر العام والأربعة والثلاثون على رحيله دعنا نخاطبك وأنت في البرزخ. قائلين :- أذكر مرة في جده أن أهديت الفنان الراحل المقيم عبد الكريم الكابلي ديوان( أقنعة القبيلة ) ووعدني كابلي أن يقدم شيئاً لمحمد عبدالحي وبالأمس القريب قال لي الفنان الكبير( ابو عركي البخيت) أن ديوان عبدالحي طرفه وسوف يقدم له شيئاً . أعتقد أن محمد عبدالحي له شعر وهاج يرتاد الثريا لابد أن يسمعه الجميع ويستحق التلحين هل يفعلها أبوعركي؟؟ . قالت لي أرملته وهو طريح الفراش الأبيض قال لها أقرأي علي سورة( الممتحنة) وبعد انتهائها من قراءتها أسلم الروح الى بارئها . وذلك بتاريخ ٢٣/٨/١٩٨٩م ( يا محمد عبد الحي ياود حاجة عزيزة إسماعيل فوزي توسد البارده) . إنا لله وإنا إليه راجعون .
لك الله ياوطني.