dark_mode
Image
الكاتبة والشاعرة... أميرة عمر  بخيت:

الكاتبة والشاعرة... أميرة عمر  بخيت:

نحن أمة لم تتحرَّر بعد من  مخاوفها وللنساء بالطبع نصيب الأسد في تلك المخاوف

الحب مقام إنساني راقي والدعوة له تأتي من كونه يغسل الدواخل ويزينها بجمالٍ تحتاجه الإنسانية

بدءاً مدينتي الفاضلة مدينة أصنعها وأشكِّلها بنفسي حسب أحوالي وتقلباتي و تناقضاتي ومراحلي المختلفة

أنا امرأة اكتب بحرفي قلب النساء وأوقع قصيدتي بروح الإنسان

ثمة ضحكة عالية لم تسمعها أجابت هذا السؤال

أنا متعبة،  جداً من تناقضات الحياة، من الظلم، النفاق، الغدر

أؤمن أن أسوأ أنواع الغربة هي غربة الروح

الحزن بعضاً من تكوين ولكن الابتسامة هي ثقتي بالله بكل تجلياته الرحمانية والنورانية

(كتابتها  جسر عبور لافكار ورؤى، والهامات، وكأنها   دعوات بالغة أخرى، تنادي  بإزالة الفوارق، وتمجِّد الإنسانية وتحارب العنصرية وتغني بإحساسها، للطبيعة والحب وأحزان الحياة، فهي ذات حنكة استطاعت بشكل خاص أن  تورث وتوثق لقيم ومفردات كتبتها، بالآهات والأوجاع  وأن صداها  ماهو  إلا هتافات تحارب الظلم بالقلم والإبداع وهذا في حد ذاته  ثورة  خلاص .

فهي تأمل في أن تخلد نفسها بمنتوج إبداعي يتواصل بريقه إلى مابعد الرحيل مؤشرات أدبها وإبداعها يؤكد أنها كاتبة وشاعرة   إذا  أبدعت جنونًا وأن تألّقت، نجمًا وومضة يشق ضوءها فضاءات، كلّ ساحة من تلك الساحات، وكأنها حكاية   تتقلّب على تقلّبات بحر الهوى وأن فاضت، خرَّ فانيًا كالزّبد على ميزاجيّة شواطئه بين مدٍّ وجذرٍ ورحيلٍ وانتظار؟ الذي لم نعرف له حالًا ولا حُلُمًا ولا داءً ولا دَواءً؟ فألهمها القدرة و(الفيض) المتدفق من النص" إنها الشاعرة والكاتبة أميرة حسن بخيت.

تواصلت معها في مقابلة وأدعكم   تأنسون بها ضيفًا كتومًا، متحدّة صامتًة، ومرآةً صافيةً للحقٍّ والحقيقة. وتارةً درويشًة خفيفًة ومنتشيًة، تدور وتدور فلا أنا  استويت، فهي  تتحول، تتجول وتتخير، لها من (ألق) المفردة إحساس،  في كل   الأحوال هي مشروع لكاتبة استطعت أن تترك بصمة بفهم ووعي خاص ، وأن مفردتها  ماهي إلا (كبسولات) تشفي الإحساس، وملاحظتنا أن   ذاكرتها الإبداعية ، عميقة ومتعمقة في سر التواجد، والوجود وممتلكة  للطبقات الأربعة (القلم والورقة، وإحساس المفردة  والقهوة) فضلاً عن أنها  ترحل فضاءات والأفق ودائماً ماتحلق بعيدًا، أفتح لكم ماتبقى من مساحة حوارية للمتعة والشغف ودوزنة الإحساس).

حوار: علي أبوعركي

# هل من الضروري أن تكون نسبة الخوف عالية لدى نفسية الكاتب؟

لكل إنسان أشياء مقلقة في حياته ومخاوف تختلف أبعادها باختلاف الشخص وظرفه ورؤيته والكاتب بطبيعته قلق لأنه في حالة بحث دائم واستكشاف مستمر وتململ من "العادية" و من الرتابة و التكرار لكن القلق يختلف عن الخوف فالكتابة فن يحتاج لجرأة تمكن الكاتب  من التعبير الحر  في إطار خارطة النص فالحرية ركن أساسي في الإبداع  لذلك قد يخالط الكاتب بعض المخاوف الكامنة في دواخله والتي قد تشكلها بيئته أو مرجعيته وعموماً نحن أمة لم تتحرر بعد من  مخاوفها وللنساء بالطبع نصيب الأسد في تلك المخاوف والأحكام المسبقة لكن الخوف في مجمله إذا خرج من إطاره الإيجابي فقد يحد من مساحات الإبداع وغالباً ما يؤثر على قدرة الكاتب على الولوج لعوالم جديدة واستكشاف زوايا مختلفة و فتح نوافذ وأبواب لم تُطرق بعد.

 

# بروفايلك دعوة للحب هل هو حالة إبداعية تقود المفكر والكاتب لتقديم إبداع مغاير؟

 

الحب مقام إنساني راقي والدعوة له تأتي من كونه يغسل الدواخل ويزينها بجمالٍ تحتاجه الإنسانية. بالحب نتسامح و "نتسَمّح" ونرى نقاط الضوء فيما حولنا و نصبح قادرين على العطاء وبذل المحبة، فتصبح الحياة أكثر عافية ونصبح نحن أكثر تصالحاً  مع تعقيداتها. أما التعبير عن الحب فهو حالة إبداعية تتسع باتساع قدراتنا على احتواء الحب بمعانيه السامية والمتعددة، وعلى استيعاب جمالياته التي تمكننا من قبول الآخر بكل اختلافاته حتى ترسخ القيم الإنسانية للفكر والإبداع.

 

#وحتى يستطيع النص أن يخلق إحساس  شعور هل يحتاج الكاتب لحالة حب؟

 

الكاتب لا يحتاج أن يعيش الحب واقعاً حتى يكتبه لكنه يحتاج أن يتفهم بصدق أبعاده و أن يتقمص حاله وينغمس في تفاصيله ويتفاعل معها بوجدانه وعقله وحدسه حتى يرى ويسمع ويتنفس دقائقه.

ولكن بالطبع التجربة الشخصية أكثر عمقاً وخصوصية والكاتب حر في اختيار نصه وتوقيته لذلك دائماً ما أقول إن من الإجحاف و من السطحية تقييم حال وحياة شاعر من خلال نص فالنص ليس من الضروري أن يعكس تجربة شخصية تخص الشاعر، وإن كانت، فلشاعر مداخل رمزية يصعب فك شفراتها إن أراد إخفاء نفسه، لذلك على المتلقي أن يقيم النص بعيداً عن فضول البحث في تفاصيل الحياة الشخصية للشاعر فذلك يحد ويقيد اتساع وحرية الإبداع.

 

#كيف يكتمل بدر النص في مخيلتك  المضيئة والغامضة ؟

 

يكتمل النص بنشره أو عرضه على الآخرين ولكن في أعماقي يظل ناقصاً  فدوماً هنالك شيء لم يقال بعد.

وغالباً ما اكتفي بما قيل في النص لكن دواخلي تضج دوماً بقصيدة لا تكتمل فإن اكتملت، نضب معيني وصمت حس الإبداع.

 

#في إيمانك ككاتبة هل بعض شغف يجعلك  تتهافتين على مدينتك الفاضلة دون رفيق درب ؟

 

بدءًاً مدينتي الفاضلة مدينة أصنعها وأشكِّلها بنفسي حسب أحوالي وتقلباتي و تناقضاتي و مراحلي المختلفة.

ورفيق دربي حاضرٌ في مخيلتي وأحلامي و نصوصي وغدي الذي ربما لا يأتي أبداً،  أما الشغف فمعجون بروحي، متمدد في دواخلي، امتطي ما تبقى منه لأسافر في عوالم أجد ما افتقدت فيها حيث حياتي،  جنتي وناري ومع ذلك بعض شغف قد يزهر الحقول ويزيدها نضار.  

 

#تدعين البحر، والآخر يعرف حقيقته كسراب بقيعة، يحسبه  من هم مثلك ظمأي) أنه ماء؟

 

ثمة ضحكة عالية لم تسمعها أجابت هذا السؤال!

أنا لا أرى الماء إلا فيما أغرق فيه، إن كان عذباً فهو يرويني وإن كان مالحاً فأمواجه تحتويني و تهدهد روحي من التعب. 

ثم يا عزيزي السراب يتراءى في الصحاري أما أنا  فطريقي مخضر بالحياة وأزهار جميلة. 

 

#ألا ترين أنك تشكين حقوقك كأنثى،، ولكنك  تغلفينها بالفهرس والنص؟

 

أنا امرأة أكتب بحرفي قلب النساء و أوقع قصيدتي بروح الإنسان.

أعبّر عن كل حقٍ مستلب و عن كل حلمٍ يتيم وعن كل أمنية أرهقتها الحياة فأنا لا تحدني قصيدة ولا أقيد قصيدتي بي.

 

#لماذا دوماً في كتابتك تغوصين في تفاصيل المدن المنسية والأرواح المعذبة؟

 

لأني أحاول أن أمسح دمعة و بعض حزن منسي على الرصيف.

الإنسان بطبعه يغلق أحزانه في أعماقه و يخفي أوجاعه لأن خوفه من الضوء ومن نظر المتطفلين أقوى وأنا بحرفي أحاول أن أفتح ذلك المغلق وأغسله بماء القصيد عل الضوء يزيل العتمة ولعل الموسيقى تداعب القلب فترقص الروح ولو تحت أنغام الوجع.

 

#هل بعض الظروف تعطي   للكاتب كامل الإمكانية للتحوُّل إلى مايريد؟

 

إذا صح فهمي للسؤال

بعض الظروف تمنح الكاتب فرصاً أوسع للتفرغ، للإبداع، للنشر

أو ليكون كما يريد وإن لم يكن فعليه بمواصلة الكتابة فهي عالمه الذي يكون فيه كما يريد.

 

#ماذا عن أسماء كتابات تدور دوماً  بمخيلتك؟

 

من الغرابة أنني اتذكر مقالات صحفية ناقشت مواضيع حيوية وأتعلق ببعضها وأعود لقراءتها مرات ومرات وأفكر في مقالات قادمة تحتاج إلى تفرغ و زمان أوسع،  لكن مع  الشعر فالوضع مختلف.

 لا أفكر فيما كتبت أو فيما سأكتب لكنني أدرك تماماً أن عهد الكتابة لم يأت بعد و أنني لم أكتب بعد ما أود كتابته.

 

#هل تتلبس الكاتب حالة معينة لحظة الكتابة؟

 

كل ما زاد حال التلبس كلما تعمقت القصيدة و تقمصت روحه وتقمصها  فأتت أصدق وأجمل.

 

#كيف تشكلين إحساسك، الطبيعة ، أم الوجع ، أم بدواعٍ أخرى ؟

 

كلٌ يحرك شيئاً بالدواخل  لكن الوجع قاهر يحرك كل ساكن كما الحب أم الطبيعة وما شابهها فمحفزات تثير المشاعر وتصحى ما غفا من ذكريات ومن أحلام وآمال و دقائق  في الروح أغفلتها الحياة اليومية.

 

#هل يستطيع الكاتب أن يخلف من فراغاته وفوضويته ، نصاً كاملاً ومعبراً ؟

 

بدءًا كل لحظة هدوء هي للكاتب لحظة اشتعال و ربما طلق وميلاد.

بطبيعة أي مبدع  أن له مساحات واسعة تحتوي الخيال والواقع، القلب والعقل والحدس وما بينهما من تفاوت ونقاط التقاء وذلك ما يميزه عن أي شخص عادي و الكاتب كأي مبدع بداخله وفي حياته مساحات وأزمان خاصة مسماة مجازاً فراغات لكنها ضاجة بالعوالم التي حوله تتبدل بتبدلها وانعكاساتها و تحولاتها فيه. فكل فراغ يعني تأمل وإيقاظ لمعاني صامتة ومن كل فراغ ربما تخرج قصيدة مكتظة بالحياة والحكايات والمعاني.

أما الفوضى فأُسميها أنا تمرد إيجابي على المألوف والمعتاد و المتكرر و هي صفة تململ  على "البرمجة" و "القولبة". المبدع في حال بحث دائم عن زوايا أخرى و غموض يود إضاءته مما يجعله  يبدو كائناً متوتراً و ربما فوضوياً  لكن الحقيقة أنه مشغول بما لا يشغل الآخرين ومهتم بتفاصيل لا تلفت الآخرين لكنها هي سر الفكرة التي يعكسها في إنتاجه. هذه الفوضوية في حقيقتها تخلق اللا مألوف من المألوف والكاتب بالتأكيد لا يخرج من تلك الغرابة الإبداعية.

 

# فلسفة صوفية تتدفق من أعصابك في شكل حروف، هل هذا يعني أن النص يمكن أن يبقى حبيب ؟

 

لمسيرة ذاكرتي تاريخ من النفس الصوفي فأنا ابنة هذه الفلسفة وذلك النهج النوراني العميق. من الطبيعي أن تتشرَّب حروفي من كاسات خمرهم  وأن تتذوق نقاطي مذاق وجدهم  فذهني ومن قبله قلبي تفتح على أزهار ونفحات الفكر الصوفي  و روحي تدرجت على عتبات آدابه لذلك لا تزال عباءة فلسفتهم تلف نصوصي دون وعيٍ أو قصد ولأن المشرب صوفي فالنص منحى نحو الحبيب وليس في ذاته حبيب.

 

# ماهو عالمك ؟

وبمن تتصلين ببصيرة حرفك؟

 

عالمي هنا داخلي، في ذاتي التي أعيش فيها  بحرية كاملة وصدق متناهي وأكون كما أهوى وأحتاج فأنا ابنة روحي الكامنة في أعماقي وأم قلبي أربيه بعناية ومحبة و العالم الخارجي آتيه متى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً لكني أهوى الطبيعة وأزهر في الليل و أثمر ساعة تأمل، ألملم شتاتي في عمل خير ومحبة ثم أضحك ملء فاهي مع الأقربين هذه أنا وهذه عوالمي.

أما اتصالي فبالكون كله وبكل مكوناته ولكن وقتما أريد وساعة ما احتاج و من أعظم هبات الله أن يصبح للإنسان قدرة على الإبحار في كل العوالم. يقول الصوفية إن رجال الله وأوليائه منهم أصحاب خطوة يجوبون العالم بأرواحهم كذلك الكاتب يسيح بخياله ومشاعره المتقدة ويتحد بما يريد وقتما يريد.

 

# بالرغم من كثافة الابتسامات إلا أن حزناً غائراً لم يمكن روحك أن ترقد بسلام ماردك ؟

 

الحزن بعض من تكوين أي إنسان وكلما تأملنا وتعمقنا في معنى الحياة و تدرجنا في عتباتها وتوغلنا في أحراشها، أدركنا الحقيقة  فتجلت الأحزان.  

لكن الابتسامة هي ثقتي بالله بكل تجلياته الرحمانية والنورانية

هي الانفتاح نحو الأمل والضوء ونسمات الفجر القادم 

هي الاحتفاء بالخير والوجه المشرق للحياة وهي السلاح الذي يقيني شر الإحباط وسوآت الحياة وظلام البشر .

 

#إلى أي مدى تعاني  من عذابات داخلية وهل للغربة سبباً في ذلك ؟

 

لدى كل منا أمنيات لم تتحقق و أحلام متجددة و إحباطات أفرزتها الحياة أما الغربة فثمن لمكتسبات مفرحة كما المحزنة وللإنصاف كما أرهقتني الوحدة في الغربة وهبتني الغربة ذاتها الأمان وأشياء جميلة أظل ممتنة لها كل الامتنان.

و أعتقد بحسن ظن أنني  تجاوزت كثير من العذابات لمرحلة التصالح الذاتي والرضا فقد علمتني الأيام أن أتواءم مع نفسي ومع الحياة و أن أسعى للتغيير فيما أمكن.

أنا أؤمن أن أسوأ أنواع الغربة هي غربة الروح ولكن متى ما هدأت الروح تلاءمت من المكان و الزمان. والغريب من لم يجد ذاته وأنا أجد نفسي داخلي وبين أسرتي وأصدقاء جميلين أتواصل معهم بكل ما سمحت أوجه المحبة.

 

# أأنتي روح متعبة، أم مطمئنة .. أم نفس جنى عليها التاريخ ؟

 

إن صح اجتماع الأرواح فلعلها اجتمعت في روحي، أنا متعبة، ومتعبة جداً من تناقضات الحياة، من الظلم، النفاق، الغدر، الكذب، الموت ومن أرض مكتظة بالمتعبين والمقهورين لكنني راضية ومطمئنة بالحق والخير  والأمل وقبل كل شيءٍ بالله.

 

# كيف يتسلل البشر إلى قلبك ؟

 

هنالك ضوء ينبع من القلوب الصادقة والنقية لا يخطئ طريقه إلى قلبي أبداً!  وهنالك كلمة مهذبة تأسرني ولا فكاك من أسرها إلا بظلامٍ تخفيه الكلمة.

 

# هل الكاتب قادر على أن  يصطحب معه كل الأحاسيس حتى الأقدار يمكن أن تكون رفيق درب طويل في نص عميق ؟

 

كلما زاد عمق الكاتب ومعرفته وثقافته وتجاربه زادت  قدرته على استصحاب المشاعر والخبرات والرؤى في نصوصه وكلما تعمقت الكلمات و تكثفت المعاني و أشرقت التعابير في نصوصه و أصبح قادراً على معالجة حياة كاملة وبكل تعقيداتها في نصوص عميقة مبهرة جمالاً وفكرة.  

 

هل الحب حالة عذراء؟

 

ربط الحب باتساعه بتعبير العذرية يزعجني قليلاً  ففيه اغتيال لمعاني سامية مرتبطة بالحب في مقامه الأسمى.

 الحب معنى عميق وشامل و متسق مع الإنسانية.  هو مشاعر تنضج وتتشكل وتتلوَّن بألوان جميعها ألوان الحب مثلما قوس قزح يشكله الضوء والمطر في سماء صافية  مغسولة  من الشوائب و التلوثات.

هو صدق والتزام قلبي وأخلاقي و اجتماعي، لكنه يحتاج لحرية في المقام الأعلى. 

يخاف الناس من ربط الحب بالجسد وهو في مقامه المعنِي شيء طبيعي فطري لكن الحب أنواع وأحوال و درجات و توجهات وهو متسع باتساع الإنسان و احتياجاته لذلك لكل حالة مساحتها ولونها و طبيعتها ومذاقها.

 

#بعض تجارب رحل مرافي طائرات وحل وترحال ماخلاصة الرحلة الخوف؟

 

أنا من محبي السفر و الحمدلله سمحت لي الظروف بزيارة كثير من الدول المختلفة في العالم و بطبيعة حياتي في إنجلترا فقد تجوَّلت في أوربا وأحببت سهولها الخضراء المتسعة  وشواطئها ومدنها وحضاراتها الغنية وزرت دول في معظم القارات ولكن من بين كل الدول في العالم تبقت بعض الصور  المشرقة في ذاكرتي ربما اختصصت جزر سيشيل في المحيط الهندي و رحلة بين جزر اندونسيا و أجمل ذكرياتي كانت رحلة برية في القارة الأمريكية تجلت  فيها الطبيعة بكل أشكالها من بحار وجبال وصحاري وأخدود عظيم و كهوف وأخاديد تحت الأرض و تلال رملية ناصعة البياض وادهاش كوني لم اشاهده من قبل أو من بعد.

أما رحلة الخوف فربما كانت في ساعة هياج بحري في سفينة ما بين السويد وفلندا لكن ما تبقى منها كان لحظات جميلة و ذكريات ممتعة.

# هل يموت الكاتب؟

إذا آمناً بلا فهل هذا يعني أن الكاتب نفسه متعدد التواجد ومتجدد الميلاد؟

 

يموت الكاتب ويفني الجسد لكن الكلمة لا تموت ولا تفني، بل تظل حية متجددة تحكي قصة شاعر عرك الحياة وعركته و قطر من مشاعره وتجاربه ورؤاه حروفاً ونقاطاً نابضة بالحكمة والمعاني المتجددة وبفلسفة خاصة  انتجتها آلام و أحلام ومعاناة ونزف روحي لا يعلم قدره إلا من كابده.

comment / reply_from

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة التيار