
القتال في أبيي والعودة للوطن الأم
تقرير: علي ميرغني
مطلع مارس الحالي أصدرت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في منطقة أبيي (يونيسفا) أدانت فيه تحركات لمسلحين في الجزء الجنوبي من أبيي في يوم 28 فبراير. وعبرت البعثة الأممية في بيانها عن تخوفها من تصاعد التوتر بسبب استمرار الوجود المسلح بالمنطقة مما يعرض المدنيين لمعاناة لا توصف.
طبيعة القتال
رغم أن دولتي السودان تتنازعان تبعية منطقة أبيي التي تقع حسب حدود 1956 داخل حدود السودان الشمالي، لكن القتال هذه المرة حدث بين مكوِّنين من مكوِّنات قبائل الجنوب؟ حيث تم استهداف دينكا نقوك، وهي قبيلة تقطن داخل أبيي في منطقة (أقوك) التي كانت تمثل عاصمة أبيي، وتم حرقها بواسطة أفراد يتبعون لقبيلة (التويج) التي ينحدر منها السياسي الجنوبي المشهور بونا ملوال.
وقال لـ(التيار)، الجنرال، عز الدين نمر دينق، نائب رئيس المجلس الأعلى لتنسيق شئون دينكا أبيي في السودان، إنّ أفراد قبيلة (التويج) هاجموا منطقة (أقوك) قبل شهرين تقريباً، تحت سمع وبصر قوات الجيش الشعبي التابع لحكومة دولة جنوب السودان، وحرقوها تماماً وأجبروا أهلها على النزوح شمالاً. وتقع منطقة (أقوك) شمال خط حدود 1956م، أي أنها تتبع للسودان، وهي تقع جنوب بحر العرب. واستغرب الجنرال نمر عن تجاهل حكومة الخرطوم لهذه الهجمات التي استهدفت مواطنين وأراضي سودانية، تمت بتواطؤ ظاهر من الجيش الشعبي. يشار إلى أن قبيلة (التويج) تابعة لولاية واراب بدولة جنوب السودان، وليس أبيي.
وكشف الجنرال نمر عن أن دولة جنوب السودان خرقت مرتين اتفاقية أبيي، المرة الأولى عندما أعلنت مفوَّضية لمنطقة أبيي من طرف واحد، ثم المرة الثانية- حالياً- حيث دخلت قواتها المنطقة وسهلت لقبيلة (التويج) استهداف دينكا أبيي ومنطقة أقوك وحرقها وطرد مواطنيها الذين نزحوا شمالاً، وشدَّد على أنهم نازحون وليس لاجئون،لأنهم نزحوا من مناطقهم طلبًا للأمن شمالاً، وكلا المنطقتين داخل وطنهم السودان.
من هو الجنرال نمر؟
في العام 1999 أنضم عز الدين نمر للحركة الشعبية وعمل بها حتى العام 2016، خرج بعدها على دولة يوغندا حيث مكث بها حتى العام 2019، وعاد لأبيي ليعمل على سودانية المنطقة. وحالياً يحمل رتبة الجنرال بالحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال الجبهة الثورية.
العودة للوطن الأم
ويبدو أنّ ما حدث ويحدث في منطقة (أقوك) دفع مواطنيها من قبيلة لدينكا أبيي للتفكير بقوة لاختيار العودة للوطن الأم (السودان). ويقول الجنرال عز الدين نمر، إن حكومة السودان لو عملت على تنمية منطقة أبيي، وتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وإدماج المواطنين في المجتمع السوداني سوف يشجع مناطق أخرى من دولة جنوب السودان للانضمام للوطن الأم. وضرب مثلاً لذلك بإدارية (روينق) محافظة (وابيمنم وفاريانق). إضافة لمنطقة شمال أعالي النيل (الرنك وود دكونا ومنطقة البونج). وأيضاً منطقة شمال بحر الغزال (محافظة راجا ومحلية بيج ونيام ليل ومنطقة أبيم).