dark_mode
Image
أطلقوا سراح الشعب السوداني..

أطلقوا سراح الشعب السوداني..

حديث المدينة الأحد 12 مارس 2023

رحبت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري ببيان بثه مصوراً الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية أكد فيه الالتزام الصارم بالعملية السياسية التي تؤدي لتوحيد القوات المسلحة السوانية وإكمال الفترة الانتقالية.

وبيان الجيش تطور جديد في المشهد السياسي المرتبك، فيه رد على تصريحات الفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع في قاعة الصداقة أمام حشد  أهلي وقال فيها (أقول لإخواننا في السلطة، سلموا السلطة للمدنيين ،بدون لف أو دوران).. ثم الكلمة التي ألقاها الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد  قوات الدعم السريع أمام حشد من ضباطه و جنوده ونفى فيها أية خلافات مع الجيش واستدرك أن الخلافات هي مع (المكنكشين) وهي عبارة تعني المستمكين بالسلطة..

الجديد في بيان الجيش أنه صدرمن منصة رسمية محاطة بكل المراسم والبرتوكول الذي يجعله موقفاً رسمياً لا مجرد حديث مرتجل كما كان في الأسابيع الأخيرة التي انتطلقت فيها أخطر التصريحات من منصات بيوت الأفراح في زخم الطقوس الاجتماعية.

بيان الجيش يؤكد ما وقع عليه قائده في  يوم 5 ديسمبر 2022، وبذلك يقطع الطريق أمام أية تأويلات أو تحليلات تفترض أن المؤسسة العسكرية تنوي نقض الاتفاق للاستمرار في السلطة.. لكن في السياق ذاته لا يعني البيان أن التوتر وهواجس المواجهة بين الجيش والدعم السريع طويت بصورة كاملة.. مما يتطلب مزيداً من الجهود من مختلف الأطراف الأخرى لتجنب الانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية إذا ما أطلقت الرصاصة الأولى من أي من الطرفين أو طرف ثالث يبحث عن "وليمة على أعشاب البحر".

من المؤسف بدلاً من أن تتركز الجهود على إكمال العملية السياسية للوصول الى استعادة الفترة الانتقالية، إذا بالأوضاع تتحول الى مواجهة بين الأطراف المدنية ثم تقع في المصيدة المكونات العسكرية.. و يصبح أمل الشعب السوداني الآن ليس الخروج من عنق زجاجة الأزمة السياسية التي أثرت على أوضاعه الاقتصادية ، بل النجاة من حريق محتمل قد يندلع في أية لحظة..

هناك مخرج عاجل يوفر ضمانات لإبعاد السودان من سيناريوهات الرعب، وهو تشكيل حكومة "تصريف أعمال"  مدنية تتولى السلطة بديلاً للمكون العسكري، فتبعد برميل البارود ولو مؤقتاً، لكن بكل أسف عوضاً عن الاتجاه في هذا الطريق الإسعافي العاجل، قالت قوى الحرية والتغيير أمس أنها لا ولن تفكر في تشكيل حكومة تصريف أعمال وستمضي في العملية السياسية حتى منتهاها.. ولعمري هذا أغرب موقف، فتشكيل الحكومة لن يوقف العملية السياسية، كل الذي توفره حكومة تصريف الأعمال المدنية المؤقتة أنها تزيح المكون العسكري من السلطة لتمنح الحوار والعملية السياسية بين المدنيين بيئة صافية بلا استقطاب أو رِيَب.

من الحكمة تشكيل حكومة تصريف أعمال تطلق سراح الشعب السوداني الذي تتعلق رقبته في العملية السياسية لا أحد يعلم متى تكتمل – وقد لا تكتمل-... هذا منتهى العنف والوحشية تجاه شعب تعطلت حياته تماماً في كل مناحيها في انتظار أن تصفى مياه السياسة..

أطلقوا سراح الشعب السوداني.. بالله عليكم..

 

comment / reply_from

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة التيار