وداعاً الفريق أبوكدوك

منذ تأسيس قوات دفاع السودان ( 1925 ) وحتى اليوم ،لم ينل شرف قيادة القوات المسلحة الأشاوس ) سطروا تاريخ البطولات وقوة شخصية القيادة العسكرية السودانية بماء من الذهب في تاريخ القوات المسلحة، وكانوا أحرص الرجال على رفعهم اسم السودان عالياً في المحافل الدولية والإقليمية ولم ينكسر منهم قائد ولا جندي للأجانب
فمنذ (عهد الصاغ محمود أبو بكر صاحب قصيدة – صه يا كنار وضع يمينك في يدي) والمجموعة المرافقة له والتي حاربت رومل ثعلب الصحراء وانتصرت عليه وأنقذت القائد البريطاني ( مونتجمري ) في موقعة العلمين الشهيرة 1942 ، تلك المجموعة منة القادة والضباط والعساكر هم من تم منح السودان الاستقلال بناءً على بطولاتهم في ليبيا ضد رومل ثعلب الصحراء (وهو أشهر قائد ألماني عبر التاريخ العسكري الألماني حتى اليوم) .
ومروراً بكل القادة العظماء من قواتنا المسلحة ـ و منذ عهد القائد الأول ( الفريق أحمد محمد ) مروراً بعهد الفريق إبراهيم عبود واللواء حسن بشير نصر ، ومروراً باللواء الزئبق ( صاحب أسطورة – أرضا ظرف في دولة الكويت ) ، ومروراُ بعهد المشير البطل الفارس ( جعفر النميري ) ومن كانوا معه ( أبوالقاسم محمد إبراهيم – والفريق عبد الماجد حامد خليل – وحتى قائد الكلية الحربية ( اللواء قسم الله عبد الله رصاص ) وحتى وصلنا إلى عهد الأسطورة العسكرية ( الفريق أول توفيق صالح حسن أبو كدوك ) وحتى اليوم نحسب أن كل من استلم قيادة القوات المسلحة هم ممن لا يفرض في عزة شعب السودان ولا يساوم في شرف القوات المسلحة.
لكن بالأمس كتب الإعلامي الوطني المخضرم ( أيوب صدق ) مقالاً استوقفت كل من له ولو وزن ( غرام من الوطنية في قلبه وعقله ) وكانت تلك المقال موجهة إلى سعادة الفريق البرهان وتحمل عنوان :-
( كل ما يتوقف عليه تفكيكُ جيشك واحتلالُ بلدك هو توقيعك فقط. ) :-
هذا المقال أعلاه للإعلامي (أيوب صدق ) استوقفت كل من له قلب ينبض بالإيمان بالله والخوف من رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون .
وانقل اليكم بعض ما ذكر فيها (أيوب صديق ) بالنص فيما يلي :-
قضيت ثلاثًا وعشرين سنة في الإعلام البريطاني، لم أشهد ولا مرة واحدة مجموعة من المدنيين البريطانيين وقد تداعوا لمناقشة أمور قوات بلادهم المسلحة، ولم أشهد جلسة من جلسات البرلمان البريطاني عقدها لمناقشة ميزانية القوات المسلحة أو التطرق إلى كيفية تشكيلها، أو لمناقشة أمر مؤسساتها الصناعية وكيفية تكوينها، أو لأي أمر كان من أمورها.
ولم أشهد في المؤتمرات السنوية للأحزاب البريطانية حزبا تطرق للحديث عن الشؤون العسكرية لبلاده أمام المؤتمرين، وكذلك لم أر الصحف البريطانية تتناول أمور القوات المسلحة لبلادها، لا في أخبارها ولا في أعمدة الرأي فيها. وكلها أمور من اختصاص العسكريين أنفسهم فقط. اللهم إلا ما كان مثلا يخص إرسال الحكومة دعماً عسكرياً إلى هذه الجهة أو تلك، أو توقيعها اتفاقًا دفاعيًا مع تلك الجهة أو هذه، فقد تُتناول هذه الأمور من وجهة النظر السياسية في الأخبار والتعليق عليها.
أما في بلادنا العجيبة هذه، فكل مدني من (يساريي بعد الثورة) يمكنه أن يمضمض فمه بالسوء والإساءة لقوات بلاده المسلحة، والحط من قدرها أن شاء. وهذا شيء لم يكن موجودا قبل (ثورة ديسمبر المجيدة) التي سمح بعدها قادة الجيش، الذي لولاه لما حدثت الثورة أصلاً، بالتطاول على مؤسسته وإهانتها، ( واكتفى بهذا القدر من المادة المنقولة ) .
ولكن بعد اطلاعي على مقال الإعلامي أيوب صديق وقفت مع نفسي وتذكرت فقط ( الفريق توفيق أبوكدوك ) حين طلب الأذن من الرئيس النميري أن يرفع العلم السوداني في عاصمة دولة أفريقية هي جارة بسبب تطاول رئيسها على السودان .
والآن الأجانب وسفراء السفارات يسرحون في بلادنا وكل من يأتي من الخارج له السمع والطاعة فأين نحن اليوم من عهد ( أبوكدوك له الرحمة) ومن كانوا قبله .