هل صارت الحرب منسية؟!

بقلم :بهاء الدين عيسى
بعيداً عن لغة (البل والجغم) والتّحريض وإثارة الكراهية، دخلت الحرب اللعينة بين البرهان وحميدتي شهرها السادس، في ظل تصاعُد وتيرة المُواجهات العسكرية بين الطرفين.
في تقديري، تكاد تكون فرص الحل السياسي حالياً شبه معدومة بعد انهيار اتفاق جدة وإغلاق باب التفاوض. حصيلة الحرب التي وصفها قائد الجيش بالعبثية، آلاف القتلى والجرحى والمُصابين، وحالات الاغتصاب المُثبتة، بجانب ملايين النازحين وأعداد كبيرة من اللاجئين، وحصيلة الحرب أيضاً تدمير مُمنهج للبنى التحتية، التعليمية والخدمية والاقتصادية. كما تمّت سرقة منازل المواطنين العُـزّل الأبرياء، ومارست قوات الدعم السريع أسوأ عمليات القمع تجاه المدنيين، ودمّـرت كل شئٍ في الخرطوم، حتى المواقع الأثرية لم تسلم من حرب لا أخلاقية، بل وصل الوضع في دارفور ومدينة الجنينة لما يرتقي للإبادة الجماعيّة بحسب تقارير دولية..!
لو لاحظنا في نقطة أخرى، كل بيانات الجيش السوداني أو أغلبها بحسب الناطق الرسمي تتحدّث عن صد الجيش لهجمات، مما يعني أنه في موقف الدفاع وبلغة كرة القدم (لو دافعت وتمترست في الخطوط الخلفية يمكن للمدافع أن يقرش الكرة في القوون وهذا ما نخشاه) لماذا ذلك؟؟
رغم وجود حشود ضخمة أغلبها تتمركز في وادي سيدنا ومدرعات الشجرة وسلاح المهندسين، في وقت لا زال دعاة الحرب يهللون بعد أن قرعوا طبول الحرب في مطلع رمضان الماضي.
صدِّقوني من يقول إن البندقية ستحسم المعركة واهِمٌ! ومن يعلو صوته فرحاً بسيل الدماء، عديم الإنسانية والضمير..!
وفي محور مُتّصلٍ، بَرَزَ هنا تساؤلٌ، هل نسي المجتمع الدولي الأوضاع بالسودان، في ظل الانشغال بالأوضاع الكارثية في ليبيا والمغرب، والتي سخّر ليها مليارات الدولارات لغوث المنكوبين..؟! ولماذا صار ملف السودان في أدراج الغُـرف المُغلقَـة..؟!
في تقديري، أيضاً أنّ الحرب أخرجت أسوأ صفات للسودانيين، بل انفجرت قنابل كامنة غير مرئية كانت مُغطاة بطبقٍ من الورود والياسمين، ولكن رغم هذا الوضع البائس والمُـؤلم، يقيني أنّها ستمطر فرجاً، وستنجلي تلك الغمة، وسنعود كما نود وكما نريد.
حفظ الله بلادنا وأعاد إليها الأمن والأمان والاستقرار.