منوعات

  نساء ملهمات..*دكتورة امتنان البشير….. حكاية صمود وعبور…

نالت الدكتورة بعمر الـ  (٢٩)عاماً. ..

*نلت شهادة الدكتوراة وعمري لم يتجاوز (٢٩)عاماً وتقارب السن خلق الفة وانسجام بيني وطلابي…

الويكة فائدتها الصحية  أعلى من قيمتها الغذائية وفعاليتها العلاجية أقوى من العقاقير الطبية…

*أوراق المستكة رهيبة فهي تحفز إنتاج  الكولاجين  وتشد البشرة وتعالج حب الشباب…

*(القرفة) تمنع (تجلط الدم) و(تزيد مناعة الجسم)…

*داهمتني المشقة وأرهقني التعب ولكن عدالة الصبر دوماً ماترجح كفة أقداري….

*صبرت واستحقيت.. أسست شركة بمواصفات عالمية قادرة على تغطية الأسواق السودانية و(بالجملة كمان)…

*كل نشاطاتي حصرتها في (الكوزمتكس) عناية وعلاج…

*(لقمان) (تاج السر) (مصعب) هؤلاء هم روحي وحياتي لأجلهم حتماً سأنجح وأقدم نجاحاتي مكافئة لهم. …

*تبتدر حكايتها بقول إن  ملامح وصفات لازمتها  من طفولتها  شكلتها  وكانت العامل الخفي لكثير من قراراتها  وهي أنها  (عنيدة ومتمسكة) بما (تقتنع وتؤمن) فهي على حسب قولها أنها  لا تتنازل ولاتسير خلف القطيع..

بل   أفكر أتدبر أدرس واأحلل وأتمسك بأشيائي وقطعاً لا إفرط في حرية  قراراتي (لايقنعني إلا المنطق ولا حلول معي إلا بالتفاوض، والحوار هكذا أنا.

وثق لها: علي أبوعركي.

منذ صغري كنت مهوسة بالاكتشاف والتوصل إلى النتائج المعقدة والصعبة ومن ثم الوصول فيها بنتيجة والخروج  منها

بتجربة وهذا ماقادني وجدانياً وفكرياً قبل علمياً إلى عالم الكمياء

ثمة رابط يجمع بين الكيمياء والحياةيبدأ بطاقة الكون وحركة البشر دائرة الأحداث والائتلاف وهي في المقام الأول روابط روحية طاقية تمثل قانون جذب الأشياء في التجاذب والتنافر في التناغم والانسجام كلها محاور تدور حول فلك كيمياء الحياة

وهذا ما شدني إلى عالم الكيمياء

ازدهرت فيه وزادت  خبراتي وجدت عبر هذا العلم كثيراً من الأجوبة لتساؤلات قديمة.

بعدها توسع مسار الأحداث نحو كيمياء المشاعر التي توجتها الأقدار  بالزواج بوحيد قلبي ومالك شعوري داعمي ومحفزي وملهمي لقمان تاج السر الذي ساهم بقدر كبير في نجاحاتي جنبني مشقة الحياة فكان بمثابة الشمعة التي تحترق لتضئ لي ظلاماتي أو كعطر صندل كلما أحرقته نيران المسؤلية فاح منه عطر أخاذ ورزقت منه بأجمل طفلين (تاج السر ومصعب ).

حياتي ومشواري قائم على الكفاح الدائم  لأجل نفسي ومستقبلي عملت قبل الزواج وبعد، حتى أساهم بقدر الإمكان في تحقيق حلم الوصول و هذا مانوع تجربتي بالعمل وأعطاني نضوجاً مبكراً.

دراساتي العليا (الماجستير) في، كيمياء النباتات (phytochemistry) وهو علم  معنى بدراسة وتحليل النباتات الشعبية المستخدمة علاجياً وتجمليًا و اكتشفت ثلاث مركبات كيميائية علاجية استخلصتها من نبات  (القمبيل) وهذه المركبات الكيميائية فعالة لعلاج الالتهابات ومضادة للأكسدة  وكانت نتائجها العلاجية ممتازه جداً وتمت مقارنتها بنتائج علاجات مصنعه وأثبتت أنها أعلى من نتائج العلاجات المصنفة في الصيدلية وذلك في إطار معمل Biochemistry وال microbiology  فنبات القمبيل يمتأز بانه مضاد للاكسده والالتهابات و من استخداماته الشعبيه انه  يساهم في علاج الجروح والكسور.

وأيضاً أجريت دراسات علمية على نبات الويكة (Abelmoschus esculentus) فهي غنية جداً بالألياف وحمض الفوليك وتساعد على ضبط مستوى السكر في الدم وتعمل على تنظيف الرئتين وتحمي من سرطان القولون والاهتمام بصحه الأسنان والعظام.

وتجميلياً تعمل على ترطيب وتغذية وفك تشابك الشعر  لاحتوائها على  البروتين وأيضاً تغذية وشد  البشرة وترطيبها وتستخدم كماسك فيس لأنها غنية بفايتمين A و C و k

واجهتني عقبات حتى أصل إلى هذه النتائج نسبة لعدم وجود الأجهزة المعملية في السودان  فاضطريت للسفر خارج البلاد حتى أخرج بهذه النتائج بشكل دقيق.

كلما داهمتني المشقة والتعب كنت أرى الضوء الذي يعنيني للصمود والصبر أرى إشراقات نجاحاتي قريبة وحتما سوف أحقق نتائج أفضل فعدالة الصبر دائما ماترجح كفة الأقدار.

أشعر بذلك كلما وقفت أمام العينات والمحاليل في المعمل أو نظرت من عدسة المجهر كنت أشعر بذلك وأن فجر نجاحي وعبوري لغريب.

بدأت رسالة الدكتوراة وعمري لم يتجاوز الـ (٢٧) عاماً، لم أتوقف إطلاقاً عن التحصيل الأكاديمي أردت بذلك أن أغيَّر مفهوم قديم.

أن الدكتوراة تحصيل أكاديمي وليس تحصيل عمري لا صلة لها بالشيب، بل  بالإرادة.

لم تكن حياتي (مغموسة) في المركبات الكيميائية والقاعات الجامعية فقط، بل كان ومازال يتملكني شغف الموسيقى القراءة

والإطلاع أطالع المجلات العلمية العالمية أهوى استايل والفايشون متابعة لآخر صراخات الموضة والعطور أهوى الحياة وأدمن الجمال.

واصلت في رسالة الدكتوراة كنت محاضرة لطلاب الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي والمختبرات أدرسهم مادة الكيمياء العامة (general chemistry )

تقارب الأعمار بيني وطلابي خلق ألفة ومحبة وانسجام كنت افهم تفكيرهم  والتقط إشارات تعابيرهم كما ذكرت  كان عمري لم يتجاوز 29عاماً.

رسالة الدكتوراة في الكيمياء العضوية(Organic chemistry) وهي أحد فروع علم الكيمياء تتناول بيئة وخواص وتفاعلات المركبات العضوية التي تحتوي على عنصر الكربون كما أنها تهتم بالتفاعلات والمواد الداخلة في تكوين الكائنات الحية أو الناتجة من كائنا حيا ولهذا سميت بالعضوية.

المتعارف أن أي رسالة دكتوراة من شروطها اكتشاف ثلاث مركبات كيميائية جديدة لم يتعارف عليها من قبل  أجريت أبحاثي على  من أوراق نبات المستكة (Pistacia lentiscus) فهي فعالة لعلاج أمراض الجهاز الهضمي وتنظم مستوى السكر في الدم وتقضي على جرثومة المعدة .

وأيضاً يحافظ على شباب البشرة لاحتوائه على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة والوقاية من التجاعيد وأن هذه الأوراق تحفز على إنتاج الكولاجين في الجلد والتخلص من حبوب شباب فهو مضاد للميكروبات.

ثم نبات  القرفة (Cinnamomum verum )وهي لحاء لشجرة دائمة الخضرة موطنها الأصلي سريلانكا وهي تشكل مصدر ممتاز للألياف الغذائية والحديد والكالسيوم كما أنها تقوم بمنع تجلط الدم وتقليل الالتهابات ومقاومة الجراثيم وتقليل مستويات السكر في الدم كما أنها تزيد مناعة الجسم وهذا ماقمت بإثباته معملياً،  بل استخصلت مركبات كيميائية متعلقة بهذه الأبحاث وتجميلياً تعمل على نعومة ولمعان الجلد وعلاج مشكلة المسام الواسعه وإزالة الجلد الميت وزياده مستويات الكولاجين في الجلد.

قمت بنشر هذه الأبحاث في مجلات عالمية نشرت (٩) ورقة علمية  وَوجدت هذه الأبحاث الصدى والانتشار.

لم يرس شراع سفينتي تجاه الضفاف،   بل لطمتني صدمة التيار برحيل زوجي  فأخذت مسار آخر، لكن كان لابد من خطة حياة ونحن أسرة بها أكثر من طفل.

يالله كم كان هذا الطريق شاقاً ومرهقاً أرهقتني جفوني وهي تغرق في طوفان من دمع عندها توقفت تدبرت وتوكلت على الله الواحد الأحد تحزمت نصفي وأنا وحيدة.. معبأة بهموم المعيشة  والمسؤولية.

اقتحمت الحياة بخير النصر فقط متمسكة برغبتي في الاستمرار

لأجل البقاء والمسؤولية فكنت الصمود وهنا استدركت نص الراحل المقيم محمود (ماتشيلي همك للظروف بحر الحزن ماعندوا قيف)

دخلت أعظم مدرسة وهي مدرسة الحياة هنا توقفت وعلمت

أنني تيار صراعات صراعات مع الزمن يجب أن أكافح وأناضل

فاعلنت (ثورة مرأة) مواجهة بضرب تحت حزام الرحمة والتسلط

كنت أبحث دوماً وأجرب إلا أنني في هذه المرة كنت أنا التجربة.

وهنا تذكرت مبدأ المحراب البيئي الذي يقول لايمكن لنوعين أو أكثر أن يشغل نفس المحراب فأن طال الأمر أو قصر سيقضي النوع الأكبر مقاومة على النوع الأقل مقاومة وهذا ماألهم شعاري نكون أو لانكون انتصرت وربحت الرهان لأن أصحاب الخيارات دائماً مايربحون الرهان في الآخر.

مع الاستمرار في مجال التدريس تنقلت في عدة وظائف بين مصانع الأدوية إلى شركات الكوزمتك ومن أنجح التجارب شغلي في  شركة أولاد فايز للكوزمتك الشركه العريقة جداً استفدت منها خبرات عاليه ومؤخراً  وبحمد الله دشنت مشروعي  الخاص وهو عبارة عن شركة أطلقت عليها (في خدمتكم) ( At your service) الطبية المحدودة لتوزيع منتجات الكوزمتك العالمية  للصيدليات والشركات الطبية بالجملة.

ماشدني لتأسيس، هذا المشروع ارتباطي المطلق بالكيمياء ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والتفتيح الطبيعي.

أشعر بقيمة كفاحي ونضالي  كلما نظرت في عيون أطفالي

و عندما أفتح ورقة علمية أو بحث  لطالب فأجد  الطالب خاتني  (كرفرنس) لنتائج بحثوا أسعد دوماً بمل هذا.

وفي الخواتيم حياتي قصة كبيرة كتبت حروفها من نار ونور تعلمت إلا شئ يبقى على حاله وأن كل نفس ذائقة الموت إلا أن الحياة لاتتذوقها كل الأنفس وأن النور دوما مايخرج من جوف الظلام

كونت حاضري تصالحت مع ماضي وفتحت ألف باب لمستقبل أتى لواقع شكلته بالمشاهد والصور والتضحيات لأجل أبنائي لأجل حياتي وأهلي لأجل وطني

كل هذا الصمت والصبر والرغبة زادت من دافعي أكثر في تحقيق المزيد من النجاحات فكنت في هذه القصة كأسطورة طائر العنقاء أو طائر (الفينيق) كلما أحرقتني نيران الواقع ولدت من رمادي ألف مرة فلانهاية لي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى