تقارير

خفايا “6” أبريل.. مالم يقال؟

انقطاع التواصل ساعد في تأخير إعلان الاعتصام

هذه (…) النقاط السرية التي لم يتم الكشف عنها!!

الخرطوم: علي فارساب

(6) أبريل العظيمة، الخوف من فشل الموكب كان يسود، والصمت قبل لحظات الانطلاقة وهدير الجماهير ظهر على التطبيق الافتراضي الذي أدارت من خلاله لجنة العمل الميداني الفعل الثوري، خلافات ونقاشات برزت في العديد من القصايا منها وكيف تم الاتفاق على إعلان الاعتصام؟، وجدل حول نقطة موقف شروني، على هذا النحو كانت تمضي الأمور داخل الصندوق الأسود “لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير”، وخبايا لم تخرج من أدراج اللجنة المهملة إعلامياً، وقبيل الخوض في الأسرار، أكشف للقراء ولأول مرة كشاهد على الأحداث باعتباري جزءاً من اللجنة ممثلاً لتجمع المهنيين عن شبكة الصحفيين السودانيين.

تسليط ضوء!!

قبل الخوض في أسرار (6) أبريل، نسلط الضوء قليلاً على لجنة العمل الميداني، وهي لجنة مكونة من الخمسة مكونات الموقعة لتحالف قوى الحرية والتغيير، عبر ممثلين، شكلت اللجنة في بداية يناير عقب التوقيع على ميثاق الحرية والتغيير2019م، مهامها ميدانية ترتيب وتنسيق للمواكب ووضع الجداول وتحديد مسارات المواكب، من المفارقات بأنها طيلة تاريخها إبان الثورة لم تلجأ لحسم خلافاتها أو قراراتها بالتصويت، التوافق كان سيد الموقف، اعتقل منها عدد من الأعضاء في يناير وفبراير، وفي مارس وأبريل فشلت الأجهزة الأمنية في اعتقال أي من منسوبيها، وضعت عرفاً أمنياً وسرياً شديدين لعدم اختراقها من أي جهة.

هل هناك نقاط سرية؟

النقاط المعلنة لانطلاقة الموكب استغرقت وقتاً طويلاً لتحديدها عكس ما كان يجري في المواكب السابقة، إذ أن اللجنة تعقد لتلك المواكب اجتماعاً ليلياً أو نهارياً لايتجاوز الثلاث ساعات ومن ثم تحدد النقاط عكس (6) أبريل، ونجاح الموكب لم يختصر على تلك النقاط المعلنة، بل شهد نقاطاً سرية وخفية لم يتعرف عليها أحد سوى المستهدفين بها وهي الأجسام التي تنضوي تحت لواء تجمع المهنيين، حددت ثلاث نقاط سرية، وكانت هذه النقاط من ضمن خطة الحسم التي وضعت بحيث يتم اختراق الطوق الأمني من الوسط لذلك لجأنا لوضع النقاط السرية في وسط النقاط المعلنة، والذي يعرف جغرافية وسط الخرطوم يدرك إستراتيجية الثلاث نقاط لضرب حصون القوات الأمنية.

النقاط غير المعلنة جاءت بطلب وتنسيق من مكتب فعاليات تجمع المهنيين الذي ساهم مع لجنة العمل الميداني في إنجاز فعاليات ثورية، منها الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، ووقع الاختيار على النقطة (أ) أمام المركز الثقافي البريطاني وسط الخرطوم وهي من نصيب شبكة الصحفيين السودانيين، والنقطة الثانية تقاطع شارع المك نمر مع شارع البلدية وهي نقطة خاصة لتحالف المحامين الديمقراطيين ولجنة المعلمين وتجمع أساتذة الجامعات وأجسام مهنية أخرى. أما الأجسام الطبية كلجنة أطباء السودان المركزية ونقابة الأطباء الشرعية ولجنة الصيادلة المركزية وتجمع الصيادلة المهنيين ولجنة المختبرات، وبصحبة جسمين هندسيين داخل التجمع وهما تجمع المهندسين السودانيين واللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة المهندسين، جميعهم في نقطة واحدة وهي أمام مباني السفارة البريطانية بالخرطوم بشارع البلدية.

سخط اللجان!!

من المواقف المخفية والتي لم تذكر إلى الآن وهو أن هناك خلاف برز ليلة الخامس من أبريل بين بعض لجان الخرطوم ولجنة الميدان بسبب تحديد الأخيرة نقطة موقف شروني لانطلاقة موكب تلك اللجان، وهذا الأمر وجد سخطاً من تلك اللجان بحجة أنه “شرك” أي يسهل ضرب الموكب من القوات النظامية كما يعرضهم للاعتقال، وفي الأخير توصل الطرفان إلى حل بأن يحدد نقطة بديلة لشروني وكانت سوق الخرطوم “2”، واتفقا بعدم نشر هذه النقطة. والجدير بالذكر بأن لجان المقاومة الموجودة الآن لم تكن بهذا المسمى، بل يطلق عليها لجان الأحياء، التسمية الأولى جاءت عقب فض الاعتصام.

كيف قرر الاعتصام؟

عند بلوغ المتظاهرين لمقر القيادة العامة انقطعت شبكات الاتصالات، وانقطع التواصل بين أعضاء اللجنة الموجودين في الميدان والآخرين غير المشاركين بسبب الطوارئ،  مما أربك المشهد وساعد في تأخير إعلان الاعتصام، وفي آخر المطاف لم يجدوا أمامهم سوى الاكتفاء بالمعلومات والصور التي نشرت في الميديا، وانخرطوا في نقاشات مع تنسيقية قوى الحرية والتغيير منها إعلان الاعتصام،ونشر بيان على صفحة تجمع المهنيين يدعو الثوار بالاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

سيناريوهات فشل (6) أبريل!!

بعد ارتفاع وتيرة الحملة الإعلامية لـ(6) أبريل، والأمل الذي عقد بنجاح الموكب، زاد الخوف باللجنة من الإحباط حال الفشل، لذلك عكفت اللجنة بعد الفراغ من مهام الموكب، برسم عدد من السيناريوهات حال فشل الموكب، منها ما خلص بعد النقاشات إلى إعداد جدول جديد يكون مدته أسبوعاً واحداًيبدأ من الأحد (7) أبريل وينتهي بالخميس (11) أبريل، بموكب ليتجه للقيادة العامة، مجدداً، واتفق الأعضاء على نشره ليلة (6) أبريل.

الأسماء الحركية

اجتماعات اللجنة لم تكن على الأرض بل كانت سرية تدار عبر تطبيقات افتراضية، والمدهش أن جميع اعضاء اللجنة لايعرف بعضهم البعض مع أنهم يتشاركون في التعليقات والنقاش داخل التطبيق، يطلقون على أنفسهم أسماء حركية أو وهمية نكشف جزءاً منها (ساجور، النشاط الشرقي، المقبول، عماد، أبو شيبة).

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى