
تمر الذكرى السابع عشر لرحيل الزعيم الاتحادي الكبير والسياسي الصوفي المعتق الشريف زين العابدين الهندي وما أحوج بلادنا في هذا الظرف الدقيق والعصيب إلى فكره الثاقب ووطنيته الفذه وسحره المتألق، فقد السودان برحيله حادي الحرية الصادق والقديس الرافض للمناصب ، القنوع وصاحب المبادرات السياسية اللامعة، فقد بني تصورات وبرامج في الحقل العام تصلح لتطوير الأمم إلى مصاف راقية وتقدم الرخاء والرفاهية والهناء للشعوب على طبق من ذهب، فقد ظل الوطن اولويه قصوى في حياة الشريف زين العابدين وفكره وطموحه وأمانيه، كم تنزه عن سفاسف الأمور وكم ابتعد عن بريق الصولجان، فقد كان صادقاً مع النفس والجماهير ، فقد جعل الحركة الاتحادية في خدمة السودان والمواطنين ومن هنا جاءت مبادرة الحوار الوطني الشعبي الشامل بلسماً للمسرح السياسي الذي كان يعاني يومذاك من غلظة الإنقاذ وغلواء المعارضة حيث اختار الطريق الثالث الذي يحفظ البلاد من ويلات التمزق والانشطار ، مبادرة عاتية وكريمة قائمة على وحدة السودانيين ونزع فتيل الاقتتال بينهم وقبسا للبناء والتطوير والعفه ولما امتطي جوادها الانتهازيون تركها لهم ووقف في تله عاليه ينظر إلى سواءتهم وافعالهم الوضيعة. كانت وصايا الشريف في أيامه الأخيرة العمل على وحدة الاتحاديين مهما كانت التكاليف ووضع السودان في حدقات العيون وإفشاء السلام والمحبة في ربوعه والنهوض بكنوز الوطن الكثيرة في الزرع والضرع إلى آفاق رحيبه من خلال قدرة الإنسان السوداني الحر الذكي. مناقب الشريف زين العابدين تطول لاتحصى ولاتعد فقد كانت حياته الوضاءه صونا للوطن والحركة الاتحادية والمعاني السامية والنبيله وطالما ظل الفقيد يمثل جداراً عالياً يصد الأذى والبغي والفتن والكوارث فهو سليل دوحه شريفه من أسلاف الغر الميامين. في ذكرى رحيله السابع عشر يظل غيابه غصة في الحلق وآهه في الضلوع ونكسه في الاماني، فقد كان القائد المتبصر الذي يدرك الفلاح في هذا الوطن المتازم. على جميع الاتحاديين الشرفاء في كل مكان أن يجعلوا من فلسفة الشريف الراحل عهداً وثيقاً لإقامة المبادئ والأفكار التي ظل ينادي بها والمتمثلة في قيم العدل والمساواة والديموقراطية الراشدة والوفاق الوطني والسلام الشامل.