السٌكر  ..  خسائر التخزين ورُكود  في الأسواق

يبدو  أن تجار السكر هذا الموسم موعودون بالدخول في خسائر كارثية حيث انهم تدافعو نحو تخزين السلعة دون الخضوع لدراسة تقيمية للسوق، تبعاً لنظرية السنوات الماضية  وإدخار رؤوس أموالهم في عمليات التخزين والاحتكار واستقلالية شهر  رمضان  كموسم للبيع ، بحسب إحصائية رسمية كشفت عنها وزيرة التجارة لـ(التيار) فإن إجمالي السكر المستورد منذ شهر يناير من العام الجاري بلغت (167) ألف و500 طناً، بينما قالت وزيرة الصناعة في حديث سابق أن كميات السكر المستوردة بالأسواق تتجاوز 1700طن سكر، أي أن كل هذه   التصريحات المتضاربة توكد اتساع ماعون استيراد السلعة الاستراتيجية وهذا يدل على مؤشرات خطيرة في ظل مصانع محلية مؤهلة بالكوادر والمعينات يتدهور إنتاجها يوماً بعد يوم.

الخرطوم :سعدية الصديق

رئيس الغرفة التجارية بالخرطوم حسن عيسي ، كشف لـ(التيار) عن تعرض تجار السكر الي ضربات قاتلة من الأسواق عقب تخزينهم  لكميات ضخمة من السكر المستورد لم يفصح عن حجمها بغرض مجابهة موسم رمضان الحالي لكن السوق فاجأهم بثبات الأسعار وتدنٍ في الطلب مما قاد إلي وجود   وفرة العرض ، وقطع باعتماد الأسواق بنسب كبيرة علي السكر المستورد ويرجع ذلك لقلة المنتج محليا ويمضي قائلاً: لولا كميات السكر المستورد لكانت الاسواق دخلت مرحلة الندرة ، ويتابع حديثه متأثراً علي معاناة التجار بموسم  رمضان الحالي ، ويوكد دخولهم في ربكة كبيرة بسبب ضعف القوة الشراء لجهة أنهم قامة بتخزين كميات كبيرة من السكر المستورد،  وتابع : ” تناقص الطلب  وزيادة العرض أدي استقرار أسعار جوال السكر بأسواق الجملة عند(27)ألف جنيها،مقابل(28)ألف جنيه للجوال بمحلات البيع بالقطاعي”.

فيما رسم تاجر السكر  بسوق أم درمان عبد الباسط أحمد محمود، صورة قاتمة حول أوضاع أسواق السكر، وقطع بعدم وجود مقارنة في القوة الشرائية بين مواسم رمضان السابقة والموسم الحالي، وعزا محمد ضعف حركة البيع إلى عدم توفر الكاش لدى المواطنين وزاد (الأسواق  هذه الأيام فاضية  وتخلو من حركة المواطنين بشكل كبير) في وقت أطلق فيه تحذيرات داوية من استمرارية الوضع التي وصفه بالخطير.

وتقول  وزيرة التجارة والتموين آمال صالح،  إن حجم  إحصائيات السكر المستورد التي زكرتها  وزيرة الصناعة بتول عباس . عارية من الصحة وقالت خلال حديث لـ(التيار) :”لدينا كشوفات ووثائق وأوراق تكذب النسبة التي أشارت إليها وزيرة الصناعة وأوضحت  أن وأردات البلاد من السكر منذ شهر واحد وحتي الآن بلغت (167) ألف و(500)  طناُ  وأرجعت آمال فتح باب استيراد السكر  لسد العجز الداخلي وقالت إن جميع مصانع السكر العاملة بالبلاد يقدر انتاجها السنوي 350 ألف طن فقط .

وينتج السودان سنوياً حوالي 657 ألف طن سكر من مصانع حكومية وخاصة، في حين يستهلك نحو 1.2 مليون طن، ويبلغ إنتاج المصانع الحكومية الأربعة (الجنيد، سنار، حلفا، عسلاية) أكثر من 200 ألف طن سنويا من إجمالي الإنتاج، حسب بيانات رسمية.