
على غير العادة واجهت أسواق الأجهزة الكهربايئة هذا الصيف موجة ركود ساخنة تسببت في خروج مئات التجار عن المنافسة، منهم من دخل السجون ومنهم من فكر نحو الهروب، وآخرون جعلوا الاستدانات ديدن معاملاتهم المالية في طريق بلا نهاية، لذا كان لسان حال محلات الاجهزة الكهربايئة يغني عن السؤال، عكس ما كانت عليه الاوضاع في السنوات الماضية، إذ أن مارس من كل عام يعتبر شهر التسويق الأكثر طلباً لأسواق الأجهزة الكهربائية.
(التيار) جلست إلى العديد من تجار الذين رسموا واقعاً مريراً وتخوفوا من مصير مجهول قد يلحق بهم وتوقعو خروج دفعه جديدة من التجار عن الخدمة.. قريباً..
دق تاجر الأجهزة الكهربائية بشركة مهاجر العالمية مهدي، ناقوس الخطر حول احتضار أسواق الأجهزة الكهربائية وكشف عن خروج مئات التجار عن الخدمة وهروب أخرين بسبب الركود الذي ضرب الأسواق، ووصف الموسم الحالي بالسنين العجاف وقطع بتوقف حركة المبيعات بشكل شبه كامل في وقت شكا فيه مهدي من تفشي الفوضى داخل الأسواق مما ساهم في دخول 50% من التجار للسجون نتيجه إعسارات كارثية .
وشن مهدي هجوماً عنيفاً على المنظومة الاقتصادية بالبلاد ووصفها بالمتسبب الرسمي في تفشي الفساد منتقداً دورها وزاد بالقول ( لم تنظر حتى على حال التدهور المريع التي ضرب الأسواق)وأضاف متحسراً على الأوضاع الاقتصادية الحالية وتوقع خروج دفعة جديد من تجار الأدوات الكهربائية من السوق في الأيام القادمةن معدداً جملة تحديات تواجههم منها الركود وكساد الأجهزة والرسوم والجبايات الحكومية فيما رهن تحسن حركة الأسواق بحل المشاكل السياسية و الاقتصادية لجهة أنها مرتبطة مع بعضها البعض وتابع قائلاً: إن نسبة كبيرة من المواطنين مازالوا يعتبرون أن قطاع الأدوات الكهربايئة كمالية وليس ضرورية، وأضاف قائلاً: من الصعب أن يأتي المواطن لشراء قطعة إلكترونية في ظل الزيادات الكبيرة على الأسعار لجهة أن سعر مكيف المياه ارتفع إلى ( 280 ) ألف جنيهأ بدلاً عن (6 ) آلاف جنيه.
ركود وكساد
في الأثناء قطع مهدي خلال حديثه لـ(التيار) بتأثر التجار بمآلات الأوضاع بالأسواق وانعدام حركة البيع التي أثرت على التجار عقب الزيادات الأخيرة على الأجهزة والأدوات الكهربائية في ظل تجفيف السيولة وضعف رواتب العاملين أمام غول الأسعار، واشار إلى ارتفاع أسعار مراوح السقف لجهة أن سعر المروحة بلغ 35 ألف جنيه، متوقعاً مواصلة موجة الزيادة على أسعار الأجهزة الكهربايئة حال استمرارية الفراغ الحكومي وعدم الرقابة على الأسوق، في وقت طالب السلطات بالإسراع في حل مسألة التضخم الذي رمى يظلاله على السوق بصورة كبيرة وعاد، وقال لايمكن حله إلا عن طريق الجهات العليا للدولة.
سماسرة الأسواق
وشن هجوماً على سماسرة الأسواق وحملهم 50%من المضاربات في أسواق الأجهزة الكهربائية، وأشار إلى أن السماسرة يدخلون أموال طائلة لجيوبهم دون استفادة الدولة منها وتساءل لماذا تتجاهل الحكومة تلك المشاكل وتغض الطرف عنها، بالمقابل ترمي بالتجار عرض الحائط بالرغم من أن التجار لهم القدح المعلى بإسهاماتهم لخزينة الدولة من مدفوعات ورسوم وضرائب ونفايات وغيرها، بينما السماسرة ليس لديهم التزامات مالية وضوابط قانونية وأن العشوائية رمت بظلالها على مستلزمات المواطن لجهة أن تلك الفئة ظلت تعمل علي هواها دون رقيب وحسيب ،مشدِّداً على ضرورة وضع سياسات رشيدة تساهم في انتشال الأسواق من الغرق وطالب الجهات المختصة بإلزام التجار باتباع الطرق المشروعة في البيع، وتابع قائلاً: رغم علمنا بعدم وجود حكومة تستمع قضيتنا إلا أننا نرفع صوتنا بعد أن أرَّق الأمر مضاجعنا كتجار.
مضايقات ومطالبات
وكشف عن تعرضهم لمضايقات ومطالبات مالية من محلية الخرطوم منها رسوم الخدمات والعوائد والنفايات بفئات متفاوتة حسب المحلات التجارية وكميات البضائع داخل الموقع التجاري دون مراعاة للركود الذي تعاني منه الأسواق وأضاف أن مطالباتهم المالية تشهق لها الأبصار وترهق كاهل التجار، مؤكداً أنها تصل لمليارات الجنيهات ومضي قائلاً: كل ذلك من جيب التاجر الذي لم يحصل على قوته اليومي لجهة أن 50% منهم تعرضوا للسجون بسبب الإعسارات المالية.
منعطف خطير
في ذات السياق قال تاجر قطع غيار الثلاجات عبدالله أحمد: إن القطاع يمر بمنعطف خطير ما بين الإفلاس والكساد وأشار إلى اضطرار البعض منهم لاستدانة المصروف اليومي، وذكر أنه استدان عشرة آلاف جنيه، من أفراد أسرته لكي يستطيع الحركة من منزله إلى مقر عمله، وقطع بارتفاع سقف استدانته في ظل الركود الحاد، وقال بأنه سيضطر لببع مقتنياته حال استمرارية ذلك الركود.
صعوبات ماثلة
من جانبه أشار إسماعيل البشر، بمحلات صلاح المدينة، لصعوبات تواجه أسواق الأجهزة الإلكترونية، وتابع قائلاً: دون الخوض في الحديث الحال يغني عن السؤال حركة البيع معدومة تماماً وأرجع إسماعيل الأمر خلال حديث خاص لـ (التيار) إلى الخلافات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، وقال: ضعف الدخل أجبر المواطن على التركيز في أولويات العيش وادخار ما تبقى من مال في الالتزامات الضرورية فقط، وقال إسماعيل: في السنوات الماضية شهر مارس كان يعتبر من أكثر الشهور انتعاشاً لحركة البيع والشراء لأدوات التبريد من مكيفات ومراوح وثلاجات تزامناً مع شهر رمضان، ولكن تكاد تكون حركة تردد الزبائن هذا المؤسم لم تتجاوز 30 %فقط، مقارنة بالأعوام السابقة التي تتجاوز نسبة (70 % ) وقطع بتأثر أسواق الأجهزة الإلكترونية والكهربايئة بصورة كبيرة بالتعديلات الأخيرة على الدولار الجمركي، لافتاً إلى أن التجار “ماشين بالبركة” ولولا أنهم وكلاء لعدد من الشركات لكان من الصعوبة أن يستطعوا الاستمرار في المنافسة في ظل استحقاقات العاملين وسداد الإيجارت، وأشار إسماعيل إلى تزايد حجم البيع و التعامل بالآجل في حدود لا تتجاوز الشهرين، وأشار إلى أن شركتهم تعتبر وكيلاً لعدد من الشركات منها توشيبا وأضاف بأن سعر الثلاجة 12 قدم تجاوز ( 290 ) ألف جنيه .